أكد رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون» وأستاذ الصحافة الرقمية الدكتور سعود بن فالح الغربي، على أن الإعلام بكل أساليبه ووسائله يعد من الأدوات المؤثرة في إيصال رسالة التعليم، وتحقيق انتشارها على أوسع نطاق، ولكل الفئات التعليمية أو المرتبطة بها، محذرا المعلمين والمعلمات بألا يسرقهم الإعلام واستخدامات منصات الإعلام الجديد من أدوارهم التعليمية الأساسية. وتحدث الدكتور سعود الغربي في ندوة بعنوان: «دور الإعلام في نشر رسالة التعليم»، التي نظمتها إدارة الإعلام والاتصال في تعليم الحدود الشمالية عن بعد، وحظيت بحضور عدد من المعلمين والمعلمات والمهتمين، عن مفهوم الإعلام والإعلام الإلكتروني وكيف اختلف المفهوم سابقًا والآن، مع وجود التطور الإعلامي ومنصات التواصل الاجتماعي، التي أعطت للإعلام مفهومًا جديدًا، وجعلت من المعلم إعلاميا بشكل آخر حيث يجب أن يطور المعلمون من خبراتهم وعملهم، ليستطيعوا استخدام هذه المنصات بشكل يخدم العملية التربوية. وتحدث الغربي، عن مفهوم التربية الإعلامية، وأنه يجب أن يرسخ مفهوم الإعلام الصحيح في نفوس طلابنا وطالباتنا منذ الصغر، لأنه مع اجتياح وسائل التواصل حياتنا بالرغم من صغر سِن المتلقي أحيانًا، إلا أنه يجب زرع الحذر والأخذ بالمصادر الصحيحة لجميع من يعمل في العملية التربوية. وتطرق رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون»، إلى حيثيات جائحة كورونا «كوفيد - 19» التي غيرت الكثير من المفاهيم التعليمية وعملية التعليم برمتها، وأصبحت بشكل جديد ودخلت فيها وسائل جديدة، كلها مكونات العملية الإعلامية، ولذلك نستطيع أن نقول التعليم أصبح تعليما وإعلاما في الوقت نفسه. وحول دور المعلمين في صناعة المحتوى بشكل عام في الفضاء الإعلامي والتقني، شدد رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون» على أنه يجب على التربوي أن يكون مشاركا ومنتجا للمواد التعليمية في منصات الإعلام المختلفة، وألا يكون دوره مقصورًا على تلقي المحتوى من خلالها، ولكن حذّر المعلم من أن يقفز للعمل الإعلامي ويتحول لإعلامي، مهملًا دوره كمعلم ومنتج محتوى متخصص. وأشار الغربي إلى أن الأضواء وسحر الإعلام، يفقدان المعلم قيمته وهيبته، ويجعلانه يزاحم الإعلاميين في مهنتهم، ويختلط الحابل بالنابل في مجتمعنا، وهو في أمس الحاجة للتخصصية والتركيز في الإنتاجية، بحيث تكون ذات عائد مهني وحضاري على المجتمع. وكانت من ضمن المحاور في الندوة التي أدارتها ريم الخمسان المنسقة الإعلامية في إدارة تعليم الحدود الشمالية، كيف نحافظ اليوم على هويتنا الإعلامية ضمن إطار منهجي كامل ومتكامل مع المجتمع، الذي يحيط بنا وكيف يمكننا أن نحافظ عليها؟ وكانت إجابة الدكتور سعود الغربي، أن يتم ذلك عن طريق التركيز على أن المجتمع كاملا مشارك في العملية الإعلامية، فاليوم ليس فقط الطالب من يتابع إعلام المدرسة بل ولي الأمر والمجتمع والجهات الأخرى تتابع ما يقدمه الإعلام من نشر لرسالة التعليم، وأن كلا ينطلق من قيم وأسس وأعراف اجتماعية راسخة، ومتى تمسكنا بهذا كله فيما ننتجه من محتوى إعلامي، فبكل تأكيد سنحافظ على هويتنا وخصوصيتنا، وسنحفظ أجيالنا من خلال المحتوى الإعلامي السليم.