نعم لقد صنعتها، صنعت الفارق الكبير، والخيط المخفي بين الواقع والمزيف، والمحتاج والمحتال، والباذلُ والمستحق، والحق والباطل. حديثي هنا عن منصة «إحسان»، هذه المنصة الأكثر من رائعة، وذات المصداقية الأكيدة، والرعاية الرسمية من عدد من الوزارات والجهات الحكومية تحت مرأى ومسمع ودعم سخي من الدولة، التي أتاحت لكل ذي يدٍ في الخير، ونية في الإنفاق، وسعيٍ بالإحسان أن يمضي قدما في طريقه، وهو يشعر باطمئنان كبير، وراحة لم تكن من قبل، وسعادة في التوجه الصحيح للمبلغ المراد إنفاقه. لطالما ترددت أحاديث منطقية، وتساؤلات عدة عن استحقاقية طالبي الصدقات والزكوات، وعن وجهة الأموال المنفقة، من حيث الكم والكيف، وكيف أنه كل ما تم ضبط تنظيم عصابي لسارقي هذه الأموال، على شكل استجداء الناس في الأماكن العامة والإشارات المرورية ونحوها، يشعر المنفق أحيانا بنوع من الندم على المبلغ الذي تم إنفاقه، لأنه يساوره الشك أنه من المحتمل أن تكون أمواله غنيمة في يد هؤلاء، ولا يلام. ولهذا جاءت هذه المنصة لتكون فصلا بين المستحق والمحتال، ولتكون - بإذن الله - محفزة للجميع بوضع أموالهم في مكانها الصحيح، وهم مطمئنون أن خلف هذه المنصة دولة ترعاها وتصرفها في مكانها الصحيح. ولعل تبرع سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده للأعمال الخيرية من خلال «إحسان» لخير دليل على الأهمية والمصداقية الكبيرة التي تشهدها هذه المنصة.