ربما أجد الآن علامة تعجب كبيرة تخرج من عيون الجميع!، باستفهام يحتاج تعليلا منطقيا لما أطرح.. بالطبع من حق الجميع التعجب، ومن واجبي أن أجيب إجابة تعليلية سليمة تفسر ذلك. نحن لم نتعلم من نكون من الداخل، تعلمنا فقط ماذا يجب أن نكون في الخارج!. لم نختر أصدقاءنا وفق نمطي شخصي يشعرنا بالسعادة، لم نتعلم كيف نبدع فيما نحب، فنحن لا نعلم ما نحب أصلا !. لم نتعلم كيف نختار تخصصاتنا، ولا لماذا نختارها، نفكر فقط بنظرة الجميع لما سنتخصص به، فنجد الجميع يريد أن يكون أطباء ومهندسين ومحامين حتى يتفاخروا أمام الناس فقط!. لو كانت الحياة هكذا، إذن لم لا تقتصر الوظائف على هذه التخصصات فقط!؟ فالجميع يريد الأفضل شكليا، لا الأفضل نفسيا! فقيمة أن كل منا مسخر لما خلق من أجله، تكاد تكون دليلا غير محبب لدى من يفضل بعض التخصصات التي يراها البعض غير مهمة، كالزراعة أو الرسم أو الطبخ مثلا.. كيف يتحقق التوازن البشري بين نقاط الإبداع المتباينة بين البشر إذن!! عند هذا المعنى أجزم أن المجتمع العربي نصفة ضائع، والنصف الآخر يقيم الضائعين في النصف الأول، فتضيع الحياة بين مُعتل ومُشخص! ويبقى العلاج عقيمًا!بالطبع الضائع الأكبر فيه، الجميع كل مع نفسه، ثم الكل مع المجتمع. هنا تبدأ التصنيفات البشرية في الظهور، وفقا لحب الذات والرغبة في الحياة الناجحة، فنجد البعض يستمر في الضياع متحججا بالنصيب، فتختل المراكز والتخصصات، نتيجة غياب الإبداع والرغبة المحبة للعمل نفسه، وينحدر المستوى العملي في المجالات كافة. الآخر يجعل من الضياع بداية قصة نجاح جديدة، فيرسم من تخبطاته بوصلة جديدة، وخريطة محددة الملامح، فهو الآن وصل لمرحلة نفسية عالية، أتقن معرفة مفاهيم التشويش والأماكن التي لا تناسب فكره وطموحه، فحدد الطريق السالك لما يريد، وفصل الطريق الوعر من خلال خبرة تجريبية خاضها، وصولا للصحوة بعد الضياع، فينجح محبا لعمله، فيرتقي ما يعمله لأعلى. ⠀ الملخص الوحيد هنا: «لا تحزن في الضياع، فدروسه كثيرة.. أهمها أنك ستصل لما تهواه حقا، في تخبطات التجربة والخطأ وصولا للاستنتاج، وكن فخورا إن ضعت يوما، فهناك فرق شاسع بين التسليم والاستسلام». ⠀