انتشرت ظاهرة التسول على نطاق واسع، خاصة في السنوات الأخيرة، فكثيرا ما نشاهد متسولين عند الأسواق والإشارات المرورية وعند أبواب المساجد والجوامع، نساء وأطفالا وشيوخا، أصحاء ومرضى. في الماضي كنا نادرا ما نجد هؤلاء المتسولين عكس الوقت الحالي الذي تعددت وتنوعت فيه أساليبهم وطرقهم في استمالة القلوب، فنشاهدهم عند ورش السيارات والمطاعم والبنوك المصرفية وفي كل مكان. ويبدو أن طيبة قلوب الأهالي وكرمهم المعروف في هذه البلاد المباركة جذب هؤلاء المتسولين إلى بلادنا، لذا يجب علينا جميعا القضاء على هذه الظاهرة التي انتشرت. كما يجب على الجمعيات الخيرية الأخذ بأيدي هؤلاء، ودراسة أحوالهم، والنظر لمن يستحق المساعدة منهم، فكثرة هؤلاء في مناطق المملكة بحاجة إلى دراسة عاجلة من الجميع، خاصة إمارات المناطق، ووجوب محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، ولا سيما ونحن في شهر رمضان الكريم، حيث غالبا لا يوجد مسجد كبير إلا وتجد المتسولين أمامه. وهنا يجب أن نقول: يجب على مكاتب مكافحة التسول مضاعفة الجهد والعمل المتواصل ليلا ونهارا، في رمضان وأوقات الصلوات عند المساجد، من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي زادت عن السنوات الماضية بشكل ملحوظ. وأخيرا يجب على خطباء الجمع التطرق إلى هؤلاء في خطبهم، وإيضاح عقاب من يمتهن التسول، لعل هؤلاء الذين عند أبواب الجوامع يتعففون ويتعظون ويسلكون طريق الصواب. كما يجب على الجمعيات الخيرية الأخذ بأيديهم حتى ولو كانوا من جنسيات أخرى، ومساعدتهم ولو بالقليل، فلا يتركون بهذا الشكل اللافت للنظر والمثير للشفقة.