في يوم واحد من أيام الأسبوع الماضي قرأت خبرين جميلين، الأول: تسمية إمارة مكةالمكرمة لشارع في الطائف باسم الشاعر محمد بن عواض الثبيتي، والآخر: زيارة أمير منطقة جازان لمتحف الأديب إبراهيم مفتاح. شدني هذان الخبران، ذلك لأنني في اليوم السابق كنت أتابع في تويتر زيارة عدد من المتفاعلين مع المشهد الثقافي السعودي للشيخ والأديب «أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري» في منزله، وقد تم تصوير العديد من المشاهد البسيطة بكاميرات الجوالات لما حدث من نقاشات داخل المكتبة الضخمة للشيخ ابن عقيل. من هذه الخلفية انطلق إلى فكرة هذه المقالة، وأقول: بأن ما تقدمه وزارة الثقافة اليوم في المملكة يعتبر شيئا عظيما ومدهشا ومذهلا، وعلى الأصعدة الثقافية كافة. تحرك ثقافي ضخم تحدثه هذه الوزارة، ومن الطبيعي أن النتائج بإذن الله ستكون نوعية وعملاقة في الفترات القادمة، وخصوصاً عندما نصل إلى نهاية الرؤية 2030. ولأنني شخص يفكر بشكل إداري بغالبية العمليات في هذه الحياة، فإنني أعتقد أن جعل العمل مركزيا في الوزارة سوف يبطئ النتائج، وسوف يجعل دوران العجلة الثقافية صعبة نوعاً ما، وذلك للظروف الجغرافية المتباعدة بين مناطق ومدن المملكة، وما يتبع تلك التباعدات من تغييرات على المشاهد المجتمعية والثقافية نحو الأشياء والأولويات. ولذلك، فإنني أرى أنه من الضرورة بمكان، الإسراع بافتتاح فروع للوزارة في كل منطقة من مناطق المملكة، ويتبع هذه الفروع مكاتب في كبريات المدن والمحافظات التابعة لها، وعلى هذه الفروع والمكاتب تقع مسؤولية الوصول إلى الهدف الأساسي للوزارة، والذي ذكرته إستراتيجيتها (دور الوزارة الحالي هو تنمية القطاع الثقافي وتطويره في سياق التحول الأشمل الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030). ولأن هذا التوسع سوف يقوم بالطبع على أيدي وأكتاف أبناء المدن والهجر في المملكة، وبما أنهم هم من سوف يطورون مشاهدهم الثقافية وفق ما ترسمه لهم الوزارة وهيئاتها المتنوعة من خطوط عريضة وواسعة، فإن هذا الأمر أدعى بلا شك إلى إرساء القواعد الأساسية لهذه التنمية بشكل صحيح ومتميز، مما يجعل بناء التراكمات الثقافية القادمة تقوم على أسس قوية ومتينة. لا أعرف كيف سيتم التوسع في ظل برامج كفاءة الإنفاق الذي يقوده مركز الكفاءة، والذي يدعو إلى قصر الإنفاق على الأشياء الأساسية، ولكني أؤمن بدور الوزارة القيادي، وأدرك أنهم يعرفون دائماً من أين تؤكل الكتف. في النهاية، قد يتساءل القارئ، ما الرابط بين هذه المقالة، وبين زيارة المثقفين للأديب ابن عقيل؟ وأقول: بأن مكتبة الشيخ ابن عقيل وحدها هي مشهد عظيم من مشاهد الثقافة في المملكة، ولعل وزارة الثقافة أو أحد هيئاتها تعاود النظر في تنظيم ودعم المكتبات الشخصية للأعلام والأدباء السعوديين، مما يجعلها محطاً للأنظار والزيارات والندوات.