اقبضوا على اللص، أنقذوا المعنفة، أوقفوا المتحرش. هذه نماذج لبعض الهاشتاجات، التي تصدرت الترند في برنامج التواصل الاجتماعي تويتر مؤخراً، والتي تعكس صورة غير حقيقية عن مجتمعنا، وتضعه في إطار المجتمعات الهمجية التي لا يحكمها خُلُق ولا نظام، وتمنح أعداء الوطن في الخارج والداخل فرصة، للطعن في مجتمعنا وقيادته الحكيمة. لذلك دعونا نقف وقفة تأمل مع هذه الهاشتاجات. أولاً أكثر أحداث هذه الهاشتاجات مكذوبة، أو مبالغ فيها أو مصطنعة، وقد شاهدنا العديد من المقاطع قديمة، أو حدثت في دول أخرى ونسبت للمملكة، وكذلك بعض المقاطع يبدو أن من صور الحدث، هو من افتعله من الأساس كاستفزاز الآخرين، وتصوير ردّة الفعل، وكذلك بعض مواضيع المعنفات، التي تزعم أنهن يتعرضن للتعذيب والحرمان من كل شىء، حتى الأكل، ثم نجدها تستخدم الجوال والتصوير بحرّية تامة. ثانياً الكثير منها مدفوع الثمن، ليصل للترند وكل من يجيد التعامل مع تطبيق تويتر يعرف ذلك. ثالثاً جميع هذه الهاشتاجات تخالف نظام الدولة في موضوع التشهير. رابعاً يبدو أن الأهداف المشتركة للكثير من هذه الهاشتاجات، تشويه صورة المجتمع وإظهاره بصورة المجتمع الهمجي، كذلك تهييج المجتمع ومحاولة زعزعة الأمن والتقليل من جهود رجال الأمن، وتهميش دورهم الكبير في المحافظة على الأمن. كذلك من الأهداف المشبوهة، المساهمة في نشر الفساد، فمن المعلوم أن الذنوب يرقّق بعضها بعضاً، فكثرة الاستماع لمواضيع الجرائم يجعلها تبدو طبيعية ويستسهلها البشر، كذلك تصوير بعض الجرائم، يدفع المراهقين لمحاولة تقليدها بحثاً عن الشهرة. لذلك يجب علينا الحذر عند التعاطي مع مثل هذه الهاشتاجات، ويجب على كل من يرى مخالفة أو جريمة إبلاغ الجهات المعنية بذلك. اخيراً لاشك أن المجتمع السعودي مجتمع محافظ ونقي إجمالاً، ولكنه كغيره من المجتمعات في مختلف العصور، يوجد به بعض الأشخاص السيئين، وقد تصدر من بعض أفراده تصرفات مشينة، لا يمكن قبولها ولا تبريرها بأي حال، فنحن لسنا ملائكة ولكننا لسنا شياطين.