للمرة الثالثة خلال الأزمة السورية، أفشلت روسيا والصين أمس، مشروع قرار في مجلس الأمن يهدد السلطات السورية بفرض عقوبات إذا لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد الانتفاضة الشعبية، فيما أفادت مصادر مطلعة بأن النظام السوري قرر إخلاء دمشق من سكانها بهدف شن هجوم بأسلحة نوعية على مقاتلي الجيش السوري الحر في غضون الأيام المقبلة. ترافق ذلك مع حرب شوارع شهدتها الأحياء الدمشقية بعد أن لجأ شبيحة النظام إلى حرق حي "القابون" بالمروحيات، فيما أفادت الأنباء الواردة من الحدود العراقية بسيطرة الجيش الحر على مدينة البوكمال ومنفذين جمركيين. إلى ذلك، أكد عضو المجلس الوطني السوري منهل باريش أن الخطوة التي ستلي تحرير دمشق هي إنهاء الوجود الروسي بطرطوس، كاشفا عن اتصالات بين موظفين إيرانيين رفيعي المستوى وقيادات معارضة سورية في الخارج، وسط تباين موقف القيادة الإيرانية من نظام الأسد.
استخدمت روسيا والصين أمس حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن مدعوم من الغرب هدد السلطات السورية بفرض عقوبات إذا لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد انتفاضة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد وتسحب القوات من البلدات والمدن. وهذه هي المرة الثالثة خلال تسعة أشهر التي تستخدم فيها روسيا والصين حق النقض "الفيتو" لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تهدف للضغط على الأسد ووقف العنف في الصراع المندلع منذ 16 شهرا والذي قتل آلاف الناس. وقد صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار وامتنعت دولتان عن التصويت. وقال المندوب البريطاني الذي تقدم بمشروع القرار إن موسكو وبكين تحميان نظاما قاتلا، فيما أعلن المندوب الالماني أن "مسؤولية أخلاقية ملقاة علينا للاستمرار في عملنا، وأيام الأسد باتت معدودة" وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان قد دعيا في وقت سابق مجلس الأمن إلى القيام بتحرك قوي حول سورية. وفي الوقت نفسه، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود إن سورية "ليست على طريق السلام"، معتبرا أن تصاعد الأحداث "في دمشق خلال الأيام الماضية شاهد على ذلك". وقال بان إن القيام بتحرك يدفع قوات الحكومة والمعارضة إلى وقف العنف "ضرورة ملحة". من جهته قال عنان إنه على المجلس أن يقوم بتحرك "حاسم" بخصوص النزاع. إلى ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الرئيس السوري يجب أن يتنحى وأن يجري تغيير النظام في دمشق تفاديا لنشوب حرب أهلية صريحة. وقال كاميرون للصحفيين في كابول خلال زيارة لأفغانستان "لدي رسالة واضحة جدا للرئيس الأسد وهي أن الوقت قد حان ليرحل وأن الوقت قد حان لانتقال في هذا النظام... إذا لم يحدث انتقال فإن من الواضح تماما أن حربا أهلية ستندلع". وأضاف "الرسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولكل من في مجلس الأمن.. حان الوقت ليقر مجلس الأمن رسائل واضحة وصارمة بشأن العقوبات.. أعتقد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة دون أي لبس في هذا". وفي الدوحة قال مساعد الوزير للشؤون الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري أمام أعمال الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الدولية المعنية لأصدقاء الشعب السوري، إن قطر حاولت جاهدة وضع حد للمأساة الإنسانية في سورية. وأشار إلى أن بلاده اتخذت من بين تدابير أخرى، خطوات تضمن عدم استغلال النظام المالي بدولة قطر من قبل النظام السوري في تمويل أعماله الوحشية أو في محاولاته الالتفاف على العقوبات التي يطبقّها أصدقاء الشعب السوري، مؤكدا أن مبادرات قطر لقيت دعماً سخياً وتعاوناً مثمراً في تبادل المعلومات من قبل أعضاء آخرين من المجتمع الدولي مما يسهم في تحقيق هدفنا المنشود.