شدتني الأحداث الأخيرة والأوسمة، التي يتداولها المغردون في تويتر، للحديث عن هذا الموضوع، والذي أصبح له أبعاد كثيرة بحكم توسع وسائل التواصل الاجتماعي، وتغّير الوتيرة الاجتماعية في هذا العصر. أصبحت الإساءة المتعمدة للأشخاص ظاهرة بشكل مبالغ فيه، سواء كانت من الزوج ضد زوجته والعكس، أو أحد الوالدين تجاه أولادهم والعكس، ويكون ذلك بعدة أشكال سواء جسديا أو لفظيا، أونفسيا، أواقتصاديا، أو جنسيا. ولعل مما زاد من هذه الإساءات في وقتنا الحالي والتي تسمى «العنف الأسري»، هو الفهم الخاطئ للدين، مما يسمح للرجل بأن يعتقد بأن له الحق في السيطرة على الأسرة، كذلك الظروف المعيشية والضغوط النفسية، التي تؤثر في مشاعر الفرد فتنعكس على سلوكه، الذي يتم إسقاطه على الأسرة. ولن ننسى كذلك الدوافع الذاتية والنفسية التي تنبع من داخل الإنسان، نتيجة سوء التربية والنشأة ببيئة عنيفة في تعاملها. ولكي نسيطر على مثل هذه الظاهرة، لابد في المقام الأول أن نهتم بمعالجة الأسباب، حيث يلزم نشر الوعي في المجتمع، سواء الوعي الثقافي أو المالي، وكيفية إدارة الميزانية الشخصية والأسرية، كذلك تصحيح المعتقدات الخاطئة، والتركيز على تعاملنا مع أطفالنا، ورفع تقدير الذات لديهم، وتحصينهم بالحب والعاطفة دون إفراط، أيضا وضع عقوبات رادعة للمَعنفين. كل هذه الأمور من شأنها التصدي لهذه الظاهرة ومواجهتها للحد منها.