ماذا تفعل إذا لم تجد لابنك المبتعث سابقا أو الخريج الحديث إلا وظيفة سائق أجرة، وتجد الوظيفة نفسها التي تناسبه يشغلها أستاذ جامعي معار أو متقاعد تقاعدا مبكرا؟ وأنا هنا لا أتحدث عن وظيفة مستشار، فهذه تحتاج فعلا للخبرات، ولا أساتذة الجامعات، فهؤلاء لا يتقاعدون في معظم دول العالم، ولكن أتحدث عن وظيفة أعد لها شاب بمال الدولة أو أسرته ليكون مؤهلا لها فذهبت لصالح معار أو متقاعد نتيجة بحثنا داخل الصندوق عن حل لفراغها. في الحقيقة، إننا نحتاج فعلا ل«نزاهة» لنعرف لماذا حل في هذه الوظائف من يجمع بين وظيفتين أو راتبين، ونحن في أزمة حقيقية من البطالة، هل هناك شبهة فساد في الأمر تتعلق بالشخص الذي استقطب هؤلاء واستبعد الشباب، هل لديه مصالح خاصة في توظيفهم هل تربطه علاقة سابقة بهم؟ ولن نقبل أن تعتبر «نزاهة» أن هذا يتفق مع النظام فمهمة «نزاهة» أن تشك في كل شيء، وإذا وجدت نظاما يمكن التحايل عليه نوع من الفساد يجب إصلاحه. أقولها لكم، إن شابا لا يحصل على فرصته التي تعب حتى يكون مؤهلا لها، هو بركان من الحزن لا تعرف ما ينال أسرته وهو منه، أو مجتمعه، وإذا لم تعتبر هذه مشكلة، يجب البحث عن حل عاجل وفعال لها، فما المشاكل إذن؟!