الحب غذاء الروح وضياء العين وبلسم القلب. الحب نور الحياة، الحب الشعور الجميل الذي يجذبك من حيث لا تدري. الحب الحنان والاستقرار العاطفي وتقاسم المشاعر والأفكار. الحب ليس كلمات جميلة نرددها، أو قصيدة شعر نعتني بنظم أبياتها، أو هدية غالية الثمن نعتني بتغليفها. الحب التقاء قلبين معا، جسدين، روحين. الحب تبادل الشعور والعواطف والأحاسيس والاحترام، عطاء بلا حدود. الحب طوق نجاة، قيثارة تعزف عليها أجمل الألحان، واحة غناءة نشدو بها. إذا تاه الحب وضاع، تحولت حياة الإنسان إلى أرضٍ جرداء، عندها تجف معاني الحب وينكسر كل شيء جميل في حياة الإنسان ويدخل في دائرة الفراغ العاطفي. الفراغ العاطفي شعور عند الإنسان بأنّه لا قيمة عند نفسه أولا وعند الآخرين ثانياً. للتخلص من هذا الفراغ يبحث عن بديل لسدّ الفراغ العاطفي الذي تعيشه ،إنه التسول العاطفي عند الآخرين بالتعاطف وطلب الحب والاهتمام. وقمة هذا الفراغ عندما يشعر به الزوج أو تشعر به الزوجة حين تعاني صمت زوجها وانعدام المشاعر، وحين تطلب منه الاهتمام وحين تلفت انتباهه، فهذا تسول عاطفي محمود بين الزوجين، لكن ليس للحد الذي تنعدم به شخصيتها. ومن أسوأ التسول العاطفي، وأشده مرارة حين تطلب من إنسان أن يبادلك المشاعر، إنه استجداء الحب، قمة التسول العاطفي السلبي الذي يرهق القلب والعقل. للتسول العاطفي السلبي صور كثيرة تحدث هنا وهناك ونسمع عنها ونتصفحها في وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما نراها تحدث أمام أعيننا خادشة للحياء، شموخ الحب يبعثر صور التسول العاطفي. التسول العاطفي السلبي يثير الاشمئزاز عند الآخرين ويضرب على الوتر الحساس لدى المتعاطفين السذّج لا تجلب نظرة احترام ولا تقدير، الحب الحقيقي قائم على المساواة والشموخ، فالحب ليس ضعفا بل هو منتهى القوة، فإذا تحول الحب إلى نوع من الضعف، فهكذا يكون متسول الحب. كفانا الله شر التسول العاطفي حين تُطفأ شموع الحب في قلب من تحب، وهذا ليس مبررا للتسول، وربما تجد من يمثل الحل الانتهازي المبني على المصالح الشخصية. اقتحام حياة الإنسان من أجل التسول العاطفي في مواقع التواصل الاجتماعي، سردية ممتلئة بالقصص العاطفية والإنسانية المفبركة التي تصل إلى نهاية غير متوقعة، تشبه سورا عظيما أطول من سور الصين. همسة للذين يتسولون، لا تتسول الحب من الآخرين، فذلك يجعلك أكثر عرضة للإهانات والكلام الجارح. هل تعلم أنّك أو أنّكِ ليس لديك الثقة في استحقاقك للحصول على الحب دون بعض الطرق الملتوية وأي حب يدخل قلوبكم عنوة.