عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، ندوة ثقافية بعنوان «المجلات الثقافية في المملكة العربية السعودية.. التاريخ، والواقع، والمستقبل» وذلك مساء أمس الأربعاء 14 جمادى الآخرة 1442ه الموافق 27 يناير 2021م بقاعة الندوات، بمبنى المكتبة بطريق خريص بالرياض، واقتصرت على عدد محدود من الحضور، فيما بثت عن بعد إلكترونيا من خلال منصات المكتبة على شبكة الإنترنت، لإتاحتها لأكبر عدد من المهتمين والمتابعين. مشاركو الندوة شارك بالندوة كل من رئيس تحرير مجلة المجلة عبدالوهاب الفايز، و مدير دار الثلاثية محمد المشوح، وأستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك سعود نورة سعيد القحطاني، ومدير تحرير المجلة العربية الروائي الأديب عبدالعزيز الصقعبي، وأدارها الدكتور فهد العليان مدير مشروع تجديد الصلة بالكتاب، بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة. في البدء تحدث الدكتور محمد المشوح، عن دور المجلات الثقافية في تكوين المثقف، فذكر أن عددا من المجلات الثقافية كانت لها بصمة في تكوينه، ورأى أن هناك ما سماه «جدلية ورقية» هي ما يمكن أن تدور في خضم الأبناء الذين يشكلون هذه المسألة: المجلات، والصحف، والكتب، وأشار إلى أنه لا يمكن لباحث أن يتناول المشهد العربي والسعودي، ولا يتوقف عند دور المجلات في تكوين المثقف السعودي، وقد «قرأنا عددا من السير الذاتية لكبار الأدباء والكتاب وكلهم يشيرون إلى قراءاتهم في المجلات والصحف، خاصة في المملكة ومصر وسورية ولبنان، وأشار المشوح إلى وجود مجلات سعودية مهمة منها: المنهل، والمجلة العربية، والفيصل، واليمامة، أسهمت في تكوين هوية المثقف السعودي، وأن المجلات هي المحطة الأولى والخطوة الكبيرة لروادنا ومثقفينا، ولا يمكن لها أن تختفي هي والكتاب الورقي» . واعتبرت الدكتورة نورة القحطاني أن المجلات الثقافية والملاحق الثقافية بالصحف، رافد مهم من روافد الثقافة، وهي تنقل النقد والأخبار والقضايا الثقافية، وقد تحول بعضها إلى أن يشكل اتجاها ثقافيا يقود التفكير الثقافي، كما رأينا - تمثيلا - في الجدال بين الصحوة والحداثة، مرحلة الثمانينيات من القرن العشرين، وأكدت على أن هناك أزمة بين الورقي والرقمي، لكن الأعمال الفنية والأدبية، هي الأشياء التي تتركها الحضارة وراءها، وكل ما تركه رواد الأدب والثقافة تجلى في الكتاب الورقي والمجلات الثقافية. حاجة الإنسان أوضح الأستاذ عبدالوهاب الفايز أن القراءة حاجة إنسانية، ولا يستطيع الرقمي أن يلغي الورقي، وأن المجلات الثقافية في المملكة لديها فرصة تاريخية، وتحد في الوقت نفسه، ورؤية المملكة 2030 تتطلع لمجتمع حيوي، والحراك الثقافي يعكس حيوية المجتمع، وطرح فكرة عرض محتوى معلومات على منصة كبرى للمنتج الثقافي السعودي، من خلال توحيد المحتوى المعرفي للمجلات الثقافية على هذه المنصة، وإعادة تطوير المجلات السعودية الموجودة، أو تلك التي توقفت مثل: التوباد، والدرعية، والعرب، وعالم الكتب. وأن تحتوي هذه المنصة على منتجات راقية، وأن تكون مجالا لصوت النخبة وقادة الرأي، حتى لا ينحسر دورهم، والمنتج الثقافي مهم جدا في تعزيز البعد السياحي للمملكة. استثمار دعا الفايز إلى إنشاء شركة استثمارية، تتولى جمع المنتج الثقافي عبر مساهمة الصناديق الاستثمارية الوطنية ووزارة الثقافة، وتحويل المجلات الثقافية إلى منتج تجاري، وإنتاج محتوى يمكن بيعه للعالم، وترسيخ المكانة السعودية في العالم العربي. كما رأى أن المجلات الثقافية هي صوت النخبة، وحروب الجيل الخامس تدعونا إلى أن نحصن الهوية الوطنية عبر النخبة. أما الأديب الروائي عبدالعزيز الصقعبي، فأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه المجلات الثقافية في تعزيز الثقافة السعودية والعربية، وأشار إلى أن أول مجلة صدرت بالمملكة هي مجلة «جرول» الزراعية سنة 1920م، ثم المنهل التي صدرت سنة 1937م، وبعدها صدر عدد كبير من الصحف والمجلات، وفرق الصقعبي بين المجلات كونها نخبوية ومتخصصة، وتعتمد أكثر على الاشتراكات، فيما إن الصحف الورقية هي التي تعاني لا المجلات. ودعا الصقعبي إلى دعم المجلات الثقافية، خاصة تلك التي تصدرها الأندية الأدبية، وإعادة المجلات التي توقفت كالتوباد والفنون والستارة والعرب، كما طالب بإنشاء أكشاك للثقافة لبيع الكتب والصحف والمجلات والمطبوعات المختلفة.