عقدت دول منظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "الإيغاد" في أديس أبابا قمة طارئة بشأن الأوضاع السياسية والأمنية في الصومال بحضور رؤساء دول وحكومات المنظمة. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي رئيس الدورة الحالية لدول الإيغاد، إن الوضع في الصومال يتطور بصورة سلبية وخطرة للغاية بالآونة الأخيرة وإنه يتطلب تحركا جماعيا من دول المنظمة ،مشيرا إلى أن من وصفها بالمجموعات المتطرفة استغلت ضعف الحكومة الصومالية لتوسع نفوذها في البلاد وتهدد الأمن الإقليمي ودول الجوار بصفة خاصة. من جهته، قال محبوب معلم، السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيغاد إن الوضع في الصومال ينذر بكارثة حقيقية وذلك مع تشرد أكثر من 200 ألف شخص في البلاد منذ مطلع هذا العام بسبب الظروف الأمنية الخطرة القائمة هناك. من جانبه قال الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، إن الصومال يتجه إلى مرحلة أكثر خطورة من أي وقت مضى،مشيرا إلى توسع نشاط الجماعات المتطرفة ذات الصلة بتنظيم القاعدة .وأكد أن "مشكلة الصومال أصبحت قضية تتجاوز هذا البلد وعلى المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي التحرك لمساعدة الصوماليين في التصدي لهذا الواقع، خاصة أن الوضع في الصومال يعتبر مهددا للأمن القومي لدول الجوار الصومالي بصورة مباشرة". وحذر شريف مما أسماه التحالف الإرهابي الذي يشن هجمات مستمرة على السلطة الشرعية في الصومال، وقال إن المجموعات الإسلامية التي تحارب الحكومة الصومالية متحالفة مع تنظيم القاعدة وإن ذلك أصبح معروفا لكل الأسرة الدولية. وطالب الرئيس الصومالي الاتحاد الإفريقي والإيغاد والمجتمع الدولي بالمساعدة المادية واللوجستة لتدريب قوات الأمن الصومالية، كما طلب من القمة التحرك عبر المجتمع الدولي لعدم إعطاء المجموعات المناوئة للسلام المزيد من الفرص لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وذكر أن لدى الحكومة الانتقالية قوات أمنية ولكنها قليلة العتاد وبالتالي إمكانياتها محدودة في مواجهة عدو متمرس، في إشارة إلى تنظيم القاعدة، معبرا عن تقدير بلاده للجهود التي بذلتها منظمة الإيغاد والاتحاد الإفريقي لتحقيق الاستقرار في الصومال. وقال شريف، إن المجتمع الدولي إذا لم يتحرك اليوم لإنقاذ الصومال عبر استراتيجية واضحة المعالم تتبنى خيارات الشعب الصومالي في مواجهة خطر الإرهاب الذي يواجهه والذي فرض عليه عبر مجموعات خارجية ذات أجندة إقليمية ودولية، فإن الأسرة الدولية قد تستفيق على الصومال بعد أن ينحدر إلى كارثة هي الأسوأ ربما في تاريخه وتاريخ المنطقة، وأضاف "يجب علينا أن نواجه التحدي جماعيا".