يورد التاريخ كثيرًا من القصص والحكايات، عن شخصيات مهمة، بين كبار قوم، وأبطال معارك، ومسؤولين، وشخصيات لها تأثيرها في جيلها، فيما تُدفن قصص لآخرين على الرغم من أنها تستحق التسجيل والإشهار. ومن بين القصص التي يجهلها كثير حكاية السعودي سعد بن عثمان اللّويث، الذي وصف بأنه أكثر كافل أيتام مر على تاريخ منطقة القصيم، حتى أطلق عليه البعض لقب «وزارة الشؤون الاجتماعية» في حينه، لكثرة من كان يعولهم من غير أبنائه. تريبة اللقطاء يقول الأديب والرحالة، محمد بن ناصر العبودي، في كتابه «معجم أسر بريدة»: إن سعد اللّويث تفرغ بعد تقاعده من العمل الحكومي لتربية اللقطاء بالمنطقة، وهم الأطفال الذين يكونون نتيجة نزوة طائشة وتتخلص منهم أمهاتهم عن طريق تركهم أمام المساجد، أو الأماكن العامة، فيتولى تربيتهم بإذن من القاضي، وينفق عليهم مما يأتيه من الحكومة، أو من عامة الناس من مساعدات، حتى تبنّى كثيرًا من الأطفال، وتولى رعايتهم ونشأتهم وتابع جميع مراحلهم الدراسية وما يمرون به من مشاكل وعوائق في الطفولة والشباب، حتى يعتمدوا على أنفسهم وكأنهم أبناءه». ويقول: «الطفل منهم إذا كبر وبلغ الحلم زوجناه من جنسهم من اللقطاء الذين لا أهالي لهم». وكان اللّويث يعمل سائقًا خاصًا لأمير منطقة القصيم، عبدالله بن فيصل الفرحان آل سعود، الذي تولى الإمارة خلال الفترة من عام 1355 حتى 1366. وذكر مسؤولون حكوميون سابقًا أن سعد اللّويث كان يزورهم في مكاتبهم إبان عملهم، ولا يأت إليهم إلا ساعيًا بالخير وبشفاعات لأناس لا يعرفهم، فلم يكن يطلب لنفسه أو لأبنائه شيئًا. توفي سعد اللّويث عام 1419 عن عمر يناهز التسعين عامًا، وبقي ذكره تتداوله المجالس في حكاية يقصها الآباء على أبنائهم حتى اليوم.