أكد الروائي علي الشدوي أن لدى عامة الناس مفهوما خاطئا حول العلمانية، إذ يطلقونها على الأشخاص بعينهم فيقولون إن فلانا من الناس "علماني"، والصحيح أنه لا يمكن إلصاقها بالأشخاص، وإنما بالدول التي وصلت إلى مفهوم للعلمنة بمعناها الحقيقي لا المتداول بغير فهم. وقال الشدوي إنه ضد مفهوم البدو الذي يشمل الصحراء، فهو مفهوم غير منضبط في ذهن جيلي وترتب على هذا أن تحدد مفهوم التحضر بالتخلق بأخلاق أهل المدن وعاداتهم في مقابل البداوة التي تحددت في التخلق بأخلاق أهل القرى والأرياف والصحراء. وتساءل عن "العملية التي حرفت مفهوم التحضر إلى حد أنا نفيناه عنا، والآفاق التي جاء منها الانحراف إلى حد أننا ضممنا القرية إلى الصحراء، وخلطنا الناس المستقرين بالرحّل؟" ثم استحضر تمثيلات الأجيال القليلة التي سبقت جيله عن الحضر التي رأى أنها مهّدت لعدم انضباط مفهوم التحضر في ذهن جيله وفي ذهن الجيل الحاضر، فمثلا احتكام الحضري إلى القانون لكي يأخذ حقه فُهم على أن جبن من أن يأخذ حقه بيده، ومشاورة الحضري امرأته ومداراتها والتودّد إليها فُهمت على أنها خضوع لمَن لا يجب أن يخضع له الرجل، وحلْق الحضري لحيته وربما شاربه فُهم على أنه نقص. وحول رأيه في الفنون الشعبية وما طرأ عليها، أشار إلى أن الطفرة الاقتصادية طمست كل المعالم بما فيها الفنون الشعبية كالعرضة واللعب والمسحباني.