في يناير 2015، الموافق 3 ربيع الثاني 1436 هجرية، تمت مبايعة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وأطال في عمره، وخلال تلك الأعوام عشنا وتعايشنا مع تغيرات وتطورات كثيرة في نظام حياتنا ومسيرة تنمية المملكة على مستويات مختلفة. ومن أهم التغيرات التي لها تأثير في أمن وأمان المجتمع تلك القرارات التي أسهمت في تمكين المرأة السعودية باعتبارها نصف المجتمع ومربية الأجيال، فالتمكين الإيجابي له أثره العميق في استقرار المجتمع وحمايته من الضياع والاضطراب النفسي، والتفكك الأسري الذي يسيء للتنمية الاجتماعية. والكل يُجمع على أن خريطة الطريق لتحقيق رؤية الوطن 2030، والتي رسمها ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله - منحت المرأة فرصاً عظيمة لكي تكون عنصراً فاعلاً في ترجمة هذه الرؤية، لذلك لا خلاف على أن النهضة الحقيقية للمرأة السعودية بدأت منذ عام 2015، وذلك عندما تعددت قرارات تمكينها على عدة مستويات يُكمل بعضها البعض في تجسيد النموذج المشرف للمرأة، ابتداءً من تمكينها في أهم بيئة تشعرها بالأمان والسعادة، ألا وهي «البيئة الأسرية»، خاصة بعد صدور عدة قرارات وزارية وعدلية ساندت المرأة في مطالبها الحقوقية والشرعية، وفتحت أمامها القنوات الرسمية لكي تدعمها، وكذلك الدعم في البيئة العملية بعد تمكينها في المناصب القيادية الفاعلة بجانب الرجل، وبما يدعم صناعة القرار، خاصة في المجال الأمني، حتى بلغت مرحلة التمكين السياسي، والتي لا تقل أهمية عن المراحل الأخرى، وذلك بعد أن تم اختيار نائبات وعضوات وسفيرات، مما يؤكد أن قرارات التمكين السياسي أبرز جميع جوانب التمكين من محلي وإقليمي وعالمي للمرأة السعودية. وعندما قال الملك سلمان - حفظه الله - كلمته الداعمة عن المرأة السعودية في ختام عمل مجموعة تواصل 20: «المرأة دورها محوري في المملكة، المرأة مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير نساء متمكنات يصعب إصلاح المجتمعات، حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغيير وصنع القرار» إلى جانب تأكيده أن بلادنا ستواصل جهودها في هذه المرحلة الإصلاحية غير المسبوقة بشهادة المجتمع الدولي، وذلك لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية، والتي لعبت دوراً حيوياً في مساندة القطاعين الحكومي والخاص الطبية أثناء محاربة فيروس كورونا، حيث مثلت بنسبة %70 من العاملين في مجال الصحة، وهذا من أقوى نتائج التمكين على المستوى المحلي. هذه البيعة السادسة ستكون مُحمَّلةً بمشاعر المحبة والانتماء والولاء للملك سلمان - حفظه الله - ولوطننا الغالي من جميع النساء السعوديات، اللاتي على علم ودراية بأنهن حصلن على مكاسب كثيرة وقرارات داعمة لهن، والأمل قوي في القادم الأجمل بإذن الله.