استؤنفت أمس جلسات محاكمة راتكو ملاديتش، قائد قوات صرب البوسنة السابق بتهم الإبادة الجماعية وجرائم حرب أخرى أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة - ومقرها لاهاي - بسماع أقوال أول الشهود. ويواجه ملاديتش (70 عاما) 11 تهمة تتعلق بجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب أخرى ارتكبها الجيش الصربي الذي كان يقوده خلال حرب البوسنة (1992-1995) بحق المسلمين والكروات. ومن أبرز هذه الأعمال الوحشية: مذبحة سريبرينيتسا عام 1995 والتي راح ضحيتها 8 آلاف مسلم تقريبا، وفرض حصار لمدة 40 شهرا على سراييفو مما أسفر عن مقتل 11 ألف شخص. وقال أحد الشهود إن العنف الذي اندلع خلال حرب البوسنة يبدو أنه جاء بشكل غير متوقع بالنسبة للمسلمين في المنطقة. وذكر إلفدين باسيك إنه قبل ذلك كان المسلمون والصرب والكروات يعيشون جميعا في انسجام. وأوضح باسيك أن عمره كان 14 عاما عندما بدأ القتال. وسرد ذكريات الذهاب للمدرسة وممارسة الرياضة وقضاء العطلات مع الصرب. وبعدها دخل الجانبان في اشتباكات دامية. واستطرد باسيك قائلا "لقد تعرضنا آنذاك لهجمات من جيراننا"، وكان صوته يخفت عدة مرات خلال الإدلاء بشهادته. وأضاف أن قريته "هرفاتشاني" شمال غرب سراييفو تعرضت للقصف بالمدفعية الصربية. وقال "كان كل شيء صادما وقمنا بتغطية رؤوسنا خوفا من أن تصيبنا إحدى القذائف". وبدأت المحاكمة في مايو الماضي بعد 17 عاما تقريبا من توجيه التهم ضد ملاديتش بواسطة المحكمة التي أنشأتها الأممالمتحدة لمحاسبة مرتكبي أخطر الجرائم التي وقعت خلال الحروب اليوغسلافية. ووجهت التهم ضد ملاديتش عام 1995. ولكنه اختبأ في صربيا حيث ألقي القبض عليه أخيرا في مايو 2011 وجرى تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة. وفي هذا السياق يتم غدا إعادة دفن رفات حوالي 520 من ضحايا مجزرة سريبرينيتسا تم تحديد هوياتها منذ سنة، في مناسبة الذكرى السابعة عشرة لهذه المجزرة.