استغرب عدد من سكان مدينة أبها عموما وأهالي حي المنسك خصوصا، من الطريقة التي تسير عليها مشروعات أمانة المنطقة بدءا من التصميم والتخطيط ووصولا إلى التنفيذ، لاسيما ما يتعلق بمشروعات الجسور والأنفاق. وأكدوا أن إعلان الأمانة جملة من مشروعات الأنفاق منها نفق حي المنسك قبل أكثر من خمس سنوات ولم يتم تنفيذه بعد، تسبب في معاناة جديدة لهم فيما يتعلق بالازدحام المروري الذي يشهده تقاطع الحي مع طريق الملك فهد الرابط بين أبها وخميس مشيط، في حين أن توقيع العقد كان بتاريخ 20 / 5 / 1431 ولم يبدأ العمل بعد. وأوضح المواطن مسفر بن سعيد البشري "من سكان الحي" أن الأمانة لم تواكب ما شهدته المنطقة من نهضة عمرانية وتطور سكاني، وأبقت على مشروعاتها السابقة دون تطوير، مما أدخل المنطقة في دوامة من الازدحام والمعاناة، ومن بين تلك المواقع تقاطع حي المنسك، إذ يلاحظ المتابع للوحة التعريفية بالمشروع أن المقاول أبلغ بالترسية في 6 / 3 / 1431، وتاريخ توقيع العقد بعد ذلك الموعد بقرابة شهرين، ومنذ أكثر من عامين لم يتم العمل في المشروع. أما المواطن صالح آل شايع "من سكان حي المنسك"، فأشار إلى أن تقاطع الحي مع طريق الملك فهد من أهم المواقع في أبها، لاسيما وأنه يرتبط بشكل مباشر مع طريق جامعة الملك خالد، التي يفد إليها آلاف الطلاب بشكل يومي، وكان من الأهمية بمكان أن يكون من المشروعات التي تحظى بأولوية كبرى، ومن المفترض أن يكون قد أنجز منذ وقت سابق، إلا أن الواقع يشير إلى تعثر سير المشروع، بدليل أن اللوحة التعريفية الخاصة به كشفت تقصير الجهات المعنية، إذ أنه يفترض تسليمه وبدء العمل به منذ أكثر من عامين. من جهته، أكد وكيل أمين منطقة عسير للشؤون الفنية المهندس علي الحسنية، أنه جرى ترسية مشروع تقاطع طريق الملك فهد مع حي المنسك بأبها، وتسليم الموقع للمقاول المنفذ في 1 / 8 / 1431، مشيرا إلى أن مدة تنفيذ المشروع تبلغ سنة ونصف السنة بعقد قيمته 91 مليونا و890 ألف ريال، ويشتمل على نفق بطول 550 مترا تقريبا، مكون من ثلاث مسارات لكل اتجاه، إضافة إلى طريق الخدمة أعلى النفق. ولفت الحسنية إلى أن من معوقات تأخير التنفيذ تعارض خط التحلية مع مسار النفق، إذ جرى التنسيق مع المختصين بالتحلية لترحيله على نفقة الأمانة، إلا أنهم أفادوا بعدم إمكانية الترحيل كونه الشريان الرئيسي المغذي لبقية المحافظات والمدن العسكرية، بالرغم من إدراج تكلفة ترحيل خط التحلية ضمن كميات عقد المشروع، وبالتالي تم تعديل محور الطريق إلى الجهة الشمالية لتأمين مسافة كافية وآمنة، تضمن عدم المساس بخط التحلية، وعدم تجاوز حرم الطريق المحدد من قبل إدارة الطرق والنقل بالمنطقة. وأضاف الحسنية أن هناك عائقا آخر هو تداخل موقع مقبرة جوحان مع المشروع مما استوجب تشكيل لجنة من الإدارات المعنية للشخوص ومعاينة الموقع، حيث تم الرفع إلى سماحة المفتي العام بذلك، وعليه تم إيقاف العمل بالمشروع بناء على موافقة وزير الشؤون البلدية والقروية، كما تمت مخاطبة المكتب المصمم للعمل وفق ذلك؛ مما أخذ وقتا كثيرا لتعديل التصاميم بما يضمن عدم الإضرار بخط التحلية.