مؤتمر القمة العالمي الافتراضي الذي نظمته السعودية للذكاء الاصطناعي يومي الأربعاء والخميس الماضيين تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية" دليل على الحس العميق للقيادة السعودية بالمسؤولية، وتأكيد دورها الريادي العالمي بخدمة البشرية، والسعي نحو استحداث أنظمة تقنية واتفاقيات دولية لتحقيق الأمن والسلم العالمي ونشر الخير للبشرية جمعاء. مبادرة السعودية بوجود منصة للذكاء الاصطناعي عالميا وتبادل المصالح بين الدول وبناء الثقة وخاصة فيما يتعلق بتبادل البيانات وبرمجتها وفق أنظمة الذكاء الاصطناعي، سيسهم بتحقيق وحدة وتكاتف وتضامن دولي، ويحدث طفرة ونقلة نوعية عالمية لتبادل البيانات وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية، أولها، تحقيق الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب باستخدام حوسبة سحابية معلوماتية عالمية يتم تشفيرها ومعالجتها لتحديد مكامن الخطر الإرهابي للقضاء عليه في مكامنه قبل تمدده واستفحاله. إطلاق السعودية مؤتمر الذكاء الاصطناعي نابع من رؤيتها العميقة للمستقبل وتداعياته، ورغبتها بالنهوض ومساعدة الجميع لمواجهة التحديات العالمية، والتبدل والتحول السريع بيئيا ومناخيا وغذائيا، والبحث عن حلول مضمونة، بإذن الله، مستمدة من أنظمة تتميز بدقة وسرعة الأداء ومصداقية النتائج وعمق التحليلات وكثافة وشمولية المخرجات، والمتمثلة باستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، داعية لخلق رؤية واستراتيجيات عالمية مشتركة لتحقيق التضامن العالمي ووضع إطار شامل لبناء الإنشاءات الأساسية للتحول الرقمي المشفر للبيانات باستخدام حوسبة سحابية عالمية، والتي بمقدورها استنباط نتائج جديدة لمؤثرات بيئية أو مناخية أو بشرية ليست في الحسبان قبل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. مما يسهم بالتسريع بالتنمية المستدامة، وتحقيق الأمن والاستقرار للدول، وتحسين حياة البشر بتحقيق الموازنة الغذائية والقضاء على الجوع والفقر والأوبئة والأمراض والتأثيرات البيئية، وما يرفقها من مآس كالفيضانات والحرائق، وخاصة لبعض الدول غير القادرة على مواجهة تلك الأزمات والكوارث لضعف الإمكانيات العلمية والتقنية والمالية. السعودية من خلال مؤتمرها الإنساني لخير البشرية، تسعى للبحث عن حلول لتحقيق النماء والرخاء لدول العالم أجمع. وسوف يكون تأثير ذلك عميقا ليس على مستوى التنمية المستدامة لتلك الدول وشعوبها فحسب، وإنما يمتد لخلق جو من علاقات الود والانسجام والتضامن العالمي، وسوف يخلق بيئة ملائمة للحوار للوصول لعقد اتفاقيات تعاونية مستقبلية مستمرة لتحقيق حياة أفضل للبشرية بمختلف مواقعهم وأجناسهم وأعراقهم ودياناتهم، وذلك من خلال استخدامات التحول الرقمي وتطبيقاته المتعددة، لتصبح دول العالم وقادتها وشعوبها كوحدة وصف واحد لمواجهة المحن والأزمات والكوارث، وكذلك الاحتفال بإنجازاتهم معا ومعالجتهم لمختلف القضايا المهمة الضرورية المتعلقة بالجوانب الصحية والصناعية والاقتصادية والتعليمية والبيئية والتجارية.. إلخ. إن المستقبل السعودي اليوم، ولله الحمد، أصبح حاضرا ملموسا داخل الوطن وخارجه برؤيته وأفكاره وتوجهاته الابتكارية التطويرية بتحولاته الرقمية للبيانات، مما أحدث قفزة نوعية بخدماتنا الوطنية المحلية بزمن قياسي، وأصبحت تلك التقنيات بتحولاتها الرقمية ثروة وطنية لاستثمارات مستقبلية.