في إحدى الصحف المحلية نُشر خبر يقول إن المندق هي المحافظة الصحية الأولى المعتمدة من وزارة الصحة وبشهادة الوزير توفيق الربيعة وتسلم الشهادة والاعتماد أمير الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود.. إنه خبر يُسعد القلب ويبهج الخاطر، وكم هي تلك القفزة الكبيرة لمنطقة الباحة، حيث أصبحت إحدى محافظاتها صحية مائة بالمائة. بعد نشر الخبر في الصحف أصحبت محافظة المندق منارة عَلَم في مملكتنا الحبيبة ومقصدا للزوار والسياح والباحثين عن الصحة والجمال وليس بغريب أن تجد فيها مستلزمات الجمال والاستجمام ولكن قبل أن تذهب إليها فكر وفكر ألف مرة فطريقها يسمى طريق الخبايا وهو يربط بين كُل قُراها وبين بيوت أهاليها ولكنه حقاً طريق الموت، يقول المثل الصيني لا تستمع إلى ما يقولونه، بل اذهب لترى. أكاد أجزم أن وزير الصحة الموقر لم يذهب إلى هذه المحافظة ولم يزر المستشفى ولم يشاهد إحدى حوادث طريقها المشؤوم، حينها أعتقد سيتغير رأيه في كونها مدينة صحية، وقد تصبح الشهادة (محافظة المندق متاهة الصحة) ولو يعلم أن أولوية الأهالي ليست في المجال المناخي الصحي، وإنما في المستشفى المتخصص والطريق الممهد والمستلزمات الأساسية لصحة مستدامة. جميع أهالي الباحة يعرفون أو شاهدوا أو لديهم فقيد من طريق الألم والدق كما أسميه، وليس بطريق المندق.. وعملت الأمانة مطبات في المداخل وفي ما يختص بها من جوانب الطريق لتخفيف الحوادث، والنقل ما قصرت قلدتها في الطريق السياحي بوضع عشرين مطبا تقريبا، ولا عجب أنها أحد أسباب الحوادث في الطريق، وأصحابنا بالمرور لهم بصمتهم، بوضع كاميرات ساهر بالطريق للحد من السرعة، ولكنهم لا يعلمون أن أهم سبب للحوادث هو ضيق الخط، وكثرة مرتاديه من الأهالي، وتفرع الخط إلى مداخل القرى المجاورة. في عام 2010 ازدواجية طريق المندق، مشروع من ضمن مشاريع الطرق المدرجة في تلك السنة، وهو وفق الأولوية رقم 10 ورصدت له الميزانيات كما ذكرت جريدة الشرق الأوسط. في عام 2013، خرجت لنا وزارة النقل بتصريح مُفرح حينها، أن الازدواج مرصود في العام المقبل وأنه وفق الأولوية رقم 7 لديها. وأيضا في عام 2016، صرح المتحدث الإعلامي لإدارة الطرق بالباحة بأن ازدواجية الطريق السياحي الذي يربط محافظة المندق بالباحة هو ضمن خطة الإدارة المقبلة. وفي عام 2019، أصبح وفق الأولوية الثانية. طبعاً سينجز الطريق، ويرتاح الأهالي، وتتم الازدواجية، إذا وصل إلى الأولوية رقم (1x10-6) من الأهمية، إن شاء الله، عندها ستصبح المندق أول محافظة تحصل على شهادة جينيس واليونسكو وحتى البنك الدولي بعدد حوادث الطريق. ختاماً: "لا تبق في الماضي ولا تحلم بالمستقبل بل وجه عقلك نحو الآن" قاله بوذا.