التحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء يدشن موقعه الإلكتروني ويرحب بانضمام (18) عضوًا جديدًا    مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعًا لمناقشة الأوضاع في سوريا    ارفى تختتم برنامج "مراس" ودعم لثلاثة مشاريع فائزة من البرنامج    محافظ محايل يلتقي مدير المرور الجديد    قوات الاحتلال الإسرائيلية تفجر روبوتات قرب مستشفى العودة بقطاع غزة    القيادة تهنئ أمير دولة قطر بذكرى اليوم الوطني لبلاده    تعليم الطائف يطلق مهرجان الإبل بمشاركة واسعة من الطلاب والطالبات    جمعية رتل بنجران تطلق التصفيات الاولية لجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز    الأمير تركي الفيصل يفتتح مبنى كلية الطب بجامعة الفيصل بتكلفة 160 مليون ريال    الإحصاء تنشر إحصاءات المنشآت السياحية للربع الثاني 2024    18 ديسمبر..لغة الضاد تزهو في يومها العالمي    مصرع 14 شخصا جراء زلزال فانواتو    انطلاق نهائيات الجيل القادم لمحترفي التنس... اليم    كشف حقيقة الأجسام الطائرة في سماء نيوجيرسي    اكتمال التحضيرات لانطلاق "ملتقى صُنّاع التأثير" اليوم    الدفاع المدني : أمطار رعدية على معظم مناطق السعودية حتى السبت المقبل    الأسواق الدولية تترقب قرارًا جديدًا لخفض الفائدة من الفيدرالي الأميركي    "الدرعية" توقع عقدًا ب758.8 مليون ريال لتنفيذ أعمال حفر تمهيدية    يكفي السعودية فخراً    سبعة آلاف عملية جراحية في مستشفى الملك سلمان    أبرز ملامح سلم رواتب الوظائف الهندسية    «الذكاء الاصطناعي والعدالة الجنائية» على طاولة النواب العرب    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    برئاسة الفيصل.. ألبانيا تحتضن اجتماعات الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي    الأخضر يكسب ودية ترينيداد وتوباغو بثلاثية    العالم يترقب نزال "Fury vs Usyk Reignited" يوم السبت المقبل ضمن "موسم الرياض"    الاتحاد يخوض أولى ودياته أمام الخليج    في ختام الجولة 14 من دوري" يلو".. الباطن يواجه الفيصلي.. وأبها يصطدم بالجبلين    «العليمي»: السعودية حريصة على تخفيف معاناة الشعب اليمني    مجلس الوزراء: الموافقة على سلم رواتب الوظائف الهندسية والحوافز المعيارية للقطاع الصناعي    محمد بن ناصر يدشّن برنامج "مبادرات المناطق"    منح درجة الدكتوراه للباحثة المحامية رباب المعبي    إقامة دورة التصوير والمونتاج الميدانية لذوي الإعاقة السمعية في جازان    سعود بن بندر يطلع على خدمات "هبة لمتلازمة داون"    استعراض أعمال "إخاء" أمام فيصل بن بندر    علامات الزواج من رجل يميل للعنف والعدوانية    «الصادرات السعودية» تطلق خدمة «الإعفاء مقابل التصدير»    فعالية «شتاء الفرص» لدعم وتمكين رواد الأعمال    تدشين المخيم المجاني لجراحة العيون في المستشفى الميداني السعودي في سقطرى    مهرجان البحر الأحمر: حكايات الوطن بلغة السينما    استدراك ما أُهمل من تراثنا العمراني !    وزارة الثقافة تحتفي اليوم بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان "بين ثقافتين"    «ثورة الفن».. كيف يمكن تحقيق التوازن بين النجاح المادي والشغف    ياسمين فكاك تُضيء قناديل التدوين اليومي في ورشة بمعرض الكتاب    استطلاع: تراجع الثقة في النظام القضائي الأمريكي    مفوض الإفتاء في منطقة جازان: التلاحم بين القيادة والرعية ينبع من القلوب    "معرض جدة للكتاب" يستحضر سيرة وعبق تاريخ كسوة الكعبة المشرفة    غزة التصعيد الإسرائيلي يشكك في محاولات وقف النار    أوكرانيا تتبنى مقتل جنرال روسي كبير    تفعيل خدمة البريد الدوائي المجاني في مستشفى الملك خالد    «هانا المرعبة».. مخاطر قلة النوم    5 فوائد للمشي إلى الخلف    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي الذي تنازل عن قاتل أبنه    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل وكلاء ومنسوبي الإمارة    فهد بن سلطان: التخطيط الحضري المتوازن يحسّن جودة الحياة ويحقّق التنمية    مُخ العبادة    تدشين مبادرة "اللحمة الوطنية دين ومسؤولية" بمحافظة أحد المسارحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلوك التطوع ضرورة إنسانية
نشر في الوطن يوم 08 - 09 - 2020

يتنامى عدد المتطوعين في العالم يوماً بعد يوم، فلقد أصبح لهم دورٌ بارزٌ في تنمية المجتمعات، فعلى سبيل المثال بلغ عدد المتطوعين في الولايات المتحدة 89.2 مليوناً من الراشدين عام 1999. أي ما يعادل نسبة 47.7% من المجتمع الأمريكي، وفي عام 2003 ازداد عدد المتطوعين ممن تتراوح أعمارهم 16 سنة فأكثر نحو 63.8 مليونا لترتفع النسبة إلى 63.8%، ويشترك ما يعادل نسبة 32.1% من المجتمع الأوروبي في أعمال تطوعية، كما وصلت نسبة المتطوعين في أستراليا 32% ممن تتراوح أعمارهم 18 سنة فأكثر.
والتطوع في اللغة "ما تبرع به الشخص من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه، والمتطوع هو الذي يفعل الشيء تبرعا من نفسه" (ابن منظور، 1979) ومن ثم فالتطوع هو أي نشاط يقصد به مساعدة الآخرين (فرداً كان أم مؤسسة أو مجتمعا) ويقدمه المتطوع دون انتظار مقابل أو تعويض مادي.
بيد أن سلوك التطوع ليس ظاهرة أمريكية أو أوروبية وحسب، بل إنه سلوك يوجد في أماكن كثيرة من دول العالم لا سيما في عالمنا الإسلامي، حيث يجد المتدبر في القرآن العظيم دعوات مباشرة من الله - تعالى - إلى التطوع في العبادات، والمعاملات وكذلك التسارع في فعل الخيرات بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وإعمار الأرض، فجاء قوله تعالى {فمن تطوع خيرا فهو خير له} البقرة: 184، وقوله تعالى {ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} (البقرة: 158). هذا فضلا عن كثير من الآيات التي قرن الله تعالى فيها الإيمان بالعمل الصالح ويقصد بالأخير كل ما يصلح به الدنيا والآخرة، أما سنة نبينا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام، فهي أيضا زاخرة بالتوجيه بالعمل الصالح والبر والتطوع بالخير.
ونتيجة لما يمثله سلوك التطوع من أهمية على مستوى الأفراد والشعوب، فقد حددت الأمم المتحدة الخامس من ديسمبر احتفالية عالمية سنوية للتطوع والاحتفاء بالمتطوعين، وذلك لتعظيم الوعي بأهمية دور الخدمات التطوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات.
لكن دعونا نتساءل ما الذي يدفع الشخص نحو التضحية بوقته وجهده لمساعدة الآخرين أو الالتزام نحوهم بالرعاية دون انتظار مقابل؟! أو بمعنى آخر، لماذا يتطوع الناس؟ وما الذي يدفع المتطوع لتحمل عبء المساعدة؟.
واستجابة لمثل هذه الأسئلة، فقد تعددت النظريات النفسية التي تفسر سلوك التطوع، فقد قُدمت الدوافع الداخلية في الإنسان على أنها سبب للتطوع أو ما نحمله من خصائص شخصية أو اجتماعية والتي بدورها تحرك مشاعرنا وأفكارنا نحو التطوع، كما أُشير كذلك إلى دور العادات والقيم التي تسود المجتمع.
ومن ثم نجد أنفسنا أمام عوامل عدة تفسر سلوك التطوع، العامل الأول: هو الدوافع والاستعدادات الشخصية التي تسبق سلوك التطوع نفسه وتحرك الأفراد نحو المشاركة في العمل التطوعي.
أما العامل الثانى: فيتمثل في الخبرة بإجراءات العمل التطوعي والتي تسهل أو تعطل عملية التطوع. أما العامل الأخير فهو نواتج العمل التطوعي التى يستفيد منها الشخص المتطوع (ولو معنويا)، وما يعود بالنفع على الآخرين.
وقد أجريت دراسات عدة نفسية، واجتماعية في دول مختلفة، أثبتت أن سلوك التطوع يمكن أن يحقق لصاحبه معدلات مرتفعة من التنمية البشرية، والهناء الشخصي، والصحة النفسية، ومن الحقائق العلمية التي انتهت إليها هذه الدراسات والتي تبين فوائد سلوك التطوع ما يلي:
1- يزيد سلوك التطوع التفاهم الإنساني بين المتطوع والآخرين، حيث يتعلم المتطوع خبرات، ومهارات، ومعارف، وقدرات جديدة ومتنوعة من المتوقع أن يستفيد منها في سياقات اجتماعية أخرى.
2- يزيد سلوك التطوع من دافع الإيثار وحب الآخر، حيث يتيح العمل التطوعي الفرصة للاهتمام بالآخرين والانشغال بالاهتمامات الإنسانية الخيرية.
3 يزيد سلوك التطوع من الدوافع الاجتماعية، تلك الدوافع التى تعمل على تشكيل وبناء ورعاية علاقات اجتماعية مع الآخرين داخل النشاطات التطوعية.
4- يزيد سلوك التطوع من القدرة على اتخاذ القرار الأمثل للمهنة أو التخصص الوظيفى في المستقبل.
5- يزيد سلوك التطوع من الرغبة في حماية الذات (النفس)، ويتضح ذلك جليا عندما يندمج المتطوع في العمل التطوعي مع آخرين، حيث يتجنب العزلة، والمشاعر النفسية السلبية (مثل: الشعور بالوحدة، والحزن، والتشاؤم...إلخ).
6- يقلل سلوك التطوع من مستويات الاكتئاب، ويحقق مستويات عالية من الشعور بالرضا.
7- يزيد سلوك التطوع من ترسيخ القيم الروحية والدينية لدى المتطوع.
8- تسهم الخدمات التطوعية - عبر الدول - في نشر السلام والتنمية الاقتصادية.
ونضع هنا توصيات عدة يمكن أن تفيد في تعظيم ثقافة التطوع أهمها:
1- تفعيل دور المدارس والجامعات، ومراكز الشباب، والجمعيات الأهلية في نشر ثقافة التطوع وذلك بتخصيص برامج أو مشروعات ومسابقات تطوعية خدمية محدودة للطلاب والتلاميذ (مثلا: تجميل البيئة، وأعمال الكشافة، وتعليم ومساعدة الكبار والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.. إلخ).
2- يجب نشر ثقافة التطوع من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية بيوم التطوع العالمي الموافق الخامس من ديسمبر كل عام.
3- إنشاء وحدات أو مراكز بحثية وتدريبية ملحقة بالجامعات تهتم بدراسات وأبحاث التطوع على المستوى المحلي والإقليمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.