موقف «الإخوانيين» مع تركيا العثمانية، وموقف «بعض» اللبنانيين مع فرنسا، وحنينهم لتلك المرحلة البائدة من «الاحتلال» المرير، الذي كان يسمونه «الاستعمار»، من باب التضليل، كما كان العثمانيون يسمونه «الخلافة»؛ لشرعنة احتلالهم للبلاد العربية والإسلامية، في حين يسمون غزوهم لغير المسلمين «الفتوحات»، مع أنهم لا يهمهم الدين ونصرته، لأن عصملي الباب العالي لم يحج إلى مكة قط، وإنما قصدهم الدنيا، وأن الدين مجرد شماعة لشرعنة حروبهم الظالمة واحتلالهم الغاشم. وفِي لبنان وصل الحال بالناس، بسبب اليأس من هذا النظام الحاكم برئاسته وبرلمانه وحكومته، التي تتحرك بأمر الحزب الإرهابي الإيراني، الذي هو الآخر يخدع الناس بالانتساب إلى الله في حزبه وادعاء نصرة الله في اسمه، وبعد أربعة عقود من الخداع الفارسي أدرك الشيعة العرب في لبنان والعراق الخدعة، ولكن الانعتاق من تغول الصفويين يحتاج لحرية وشجاعة، فأقلية عميلة باطشة تغتال حتى كبار السياسيين لن يردها ضمير عن سحل مخالفيها. وهذا الحنين للاحتلال بأنواعه يظهر لنا مدى «الضلال الفكري» من جهة، ومدى اليأس الشعبي من جهة أخرى، بسبب ميليشيات عسكرية وأحزاب سياسية لا يهمها الوطن ولا المواطنين. ونحمد الله أننا في بلاد لم يحتلها أجنبي، ولا نَحِنُّ لأجنبي، ونتقلب في نعمة وعافية، مهما راقبنا ونقدنا بقصد الإصلاح لمنفعة البلاد والعباد. فالكرامة للوطنيين العروبيين الأحرار في كل الوطن العربي، والذلة لمطايا الاحتلال وطابوره الخامس.