فيما مضى كان المعلم في مثل هذه الأيام يتجه للمكتبة لتجهيز أدواته المدرسية، ويشرع في استعداداته لبداية عام دراسي جديد يرحب فيه بطلابه وينطلق معهم في رحلة تعلم محددة وقد تكون مكررة بالنسبة للبعض في أسلوبها مع اختلاف الطلاب وفروقاتهم الفردية، وكذلك فإن توقعات الطالب وولي أمره من المعلم معروفة وذات معالم لا تحتاج إلى كثير من التفكير لوصفها. أما اليوم، وفي هذا الوقت بالذات ومع التغيير الكبير الذي طرأ في أسلوب الحياة بشكل عام نتيجة لما خلقته جائحة كورونا من تغييرات على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية، فإن معلم اليوم لابد أن يختلف عن معلم الأمس في استعداداته وتجهيزه لعودته المرتقبة. فالتعليم اليوم يعتمد على التواصل الإلكتروني بين الطالب والمعلم، ويركز على حدوث عدد من العمليات التي تؤكد دور كل أطراف العملية التعليمية، ويوفر فرص تعلم متنوعة من خلال إتاحة مصادر مفتوحة لزيادة المعارف وتنمية المهارات، وبالمقابل يتيح للمعلم اختيار أساليب مختلفة لتقييم طلابه من خلال تنويع التكليفات اليومية المرتبطة بالمناهج الدراسية، وكذلك توفر بنوكا من المعلومات والأسئلة التي تساعد المعلم وتوفر وقته وجهده في نفس الوقت. لذلك فإن الأدوار المرتقبة للمعلمين مع بداية عام دارسي جديد لا بد أن تتواكب مع التطورات الحديثة، ولا بد للمعلم من تطوير مهاراته التقنية أو اكتساب مهارات جديدة تساعده على التعامل الاحترافي مع المنصات الإلكترونية ومن ثم التواصل الفعال مع طلابه وإيجاد أفضل السبل لتعليمهم وتحفيزهم ومتابعتهم. وفي وطننا العظيم فإن ما توليه قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، من دعم واهتمام ورعاية للتعليم خير دليل على الحرص على إعداد جيل اليوم للمستقبل بتنافسية عالية تظهر وطننا في المنصات العالمية بكل كفاءة واقتدار وتهيئ شباب اليوم لقيادة الغد. ومع ما قدمته وزارة التعليم من تهيئة واستعداد وخيارات بديلة، لبداية محفزة وقوية متوافقة مع الأوضاع الراهنة ومراعية للاحترازات الصحية، فإن التعليم عن بعد سيكون فرس الرهان لضمان استمرار العملية التعليمية وتحقيقها لأهدافها، ولذلك فقد أطلقت الوزارة منصة (مدرستي) الإلكترونية التي تستوعب أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة وفق تعليمات وأدلة منظمة لذلك، ووفرت خيارات وبدائل عديدة لتقديم دروس معيارية لجميع المقررات في المراحل الدراسية عبر قنوات فضائية مخصصة (عين دروس) تبث على مدار اليوم، لتكون خير معين للطالب والمعلم وولي الأمر. ويبقى الدور المحوري هنا للمعلم والطالب وولي الأمر لتحويل كل تلك المدخلات إلى مخرجات ملحوظة يمكن قياسها وفق عمليات محددة يمكن تطويرها وتحسينها باستمرار.