لم أجد أي دولة في العالم تكتب بغير لغتها، بل تطرفت بعض الدول مثل الصين التي حذفت الحروف العربية من لوحات مناطق الأقلية المسلمة، كما أن تركيا منعت اللوحات باللغة العربية حتى في المناطق الحدودية وذات الكثافة العربية. في حين أننا نصدر الأنظمة والتعليمات فضلاً عن مراكز ومجامع للغة العربية ثم نتفاجأ بأننا نستعير من لغتنا ونتفاخر بالحروف واللغة الإنجليزية. قنوات وإذاعات بحروف إنجليزية، وحسابات ومبادرات ونوادٍ بلغة أجنبية كاملة، بل من التناقضات أن تجد حسابا رسميا أو لرجل دولة بتويتر كل تغريداته باللغة العربية ثم يكتب الاسم والصورة والبايو بلغة إنجليزية! لا أقول هذا الكلام لموقف محارب للغة الإنجليزية، بل أراها لغة العالم، وكل أولادي تعلموا في مدارس عالمية ويتحدثونها، ودخلوا في كليات الطب المشترطة لهذه اللغة الهامة. ولكن لا يعني هذا أن تكون هذه اللغة على حساب لغتنا العربية لأولادنا وأجهزتنا الرسمية، وعموم الطرح في الفضاء الميداني والإلكتروني. الفرنسي يفخر بلغته، وكذلك الألماني والياباني، وكل دول العالم، مع اهتمامهم باللغات الأخرى. ولا يليق بلغتنا الوطنية، والقومية لنصف مليار عربي، والدينية لمليارَي مسلم؛ أن نخجل منها، وبروح انهزامية؛ للغة أخرى، مهما كانت ضرورية، وإنما تأتي في الدرجة «الثانية». وليس على حساب لغتنا «العربية» السامية، التي تعتبر إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأممالمتحدة، والرابعة انتشاراً، وعلى الإنترنت.