مازالت أجواء تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن شرعية التدخل المباشر للقوات المسلحة المصرية في ليبيا تلقي بظلالها على المشهد الدولي وداخل بلاد عمر المختار، ففي الوقت الذي رحبت به القوى الوطنية وأعلن عدد من العواصم العربية دعمه اعتبرته حكومة الوفاق غير الشرعية إعلان حرب. واستعداد الجيش المصري للتدخل المباشر في ليبيا لوقف التدخلات التركية يأتي بعد أيام من طرح مصر والجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي مبادرة «إعلان القاهرة». وخلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المحاذية للحدود الليبية، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن «أي تدخل مباشر من مصر باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء في إطار ميثاق الأممالمتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي (مجلس النواب)». الأمن القومي المصري قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، الدكتور محمود عزام، إن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، جزء من أمن المنطقة العربية، خاصة دول الجوار المباشر، مؤكدا أن زرع الميليشيات في ليبيا والتدخل في الشأن الليبي بصورة واضحة، ضد إرادة الشعب، هو ضرب لأمن شمال إفريقيا بالكامل، ولمنطقة الساحل والصحراء. وشدد على ارتباط الأمن القومي لمصر بأمن ليبيا واستقرارها، بشكل مباشر، نظرا لمعاناة مصر والجزائر من مسألة الإرهاب والعنف، وسبق أن تسلل إرهابيون من الحدود الليبية، ونفذوا هجمات داخل مصر. الدفاع العربي المشترك ذكر رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية، محمد المصباحى، أن الشعب الليبي يطالب بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مؤكدا دعم وتأييد القبائل الليبية تحرير كافة الأراضي الليبية من قبضة الأتراك والميليشيات، مشيدا بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأوضح أن ما تعرضت له مدينة ترهونة غرب البلاد هو استهداف مباشر من الحقد العثماني والمطلوب فيه تمزيق النسيج الاجتماعي الليبي، وذلك من خلال خلق عداوات بين القبائل والمناطق الليبية وانطلاقا من سياسة فرق تسد، وهذا ما يؤكده تصريح إردوغان. ولفت إلى أن القبائل الليبية قاومت الاستعمار 300 سنة وترفض القبول بالاحتلال. مشيرا إلى أن التواجد التركي في المنطقة الغربية غير الأطماع الاستعمارية أيضا لحق ورقة تفويضية مهمة لهم في سورية والعراق واليمن والشراكة المتوسطية وخلق مصدر تمويل لتنظيم الإخوان وفتح الجبهة الغربية لمصر وهو مخطط مربع الشر التركي والإيراني والقطري والصهيوني. عمال ليبيا بين الاتحاد الوطني لعمال ليبيا، دعمه الكامل للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، واستعداده للقتال ضد من يحاولون المساس بأمن ليبيا، كما أكد رفضه للتدخلات التركية في ليبيا. قائلا في بيان، إنّه يدعم المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن استقرار وأمن ليبيا تحت عنوان «إعلان القاهرة»، والتي تتضمن وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في ليبيا. وحدة المصير أشار مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، إلى وحدة المصير بين مصر وليبيا، وإلى أن الأمن القومي لكل بلد من البلدين، يلقي بظلاله بشكل مباشر على الآخر. الأزهر يؤيد أعلن الأزهر الشريف، تأييده للموقف المصري بشأن ليبيا، ودعمه لكل ما يتعلق بإجراءات الحفاظ على أمن مصر القومي وتأمين حدودها، مؤكداً في الوقت نفسه دعمه للحل السلمي في ليبيا، ومجدداً الدعوة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات. قائلا، في بيان، إنه «يتابع بمزيد من القلق ما تشهده ليبيا من احتدام الصراع بين الأشقاء الليبيين، والتدخلات الخارجية ذات الأطماع التي تؤدي إلى مزيد من التشرذم والتنازع، وتأجيج الصراع بين أبناء الشعب الليبي الشقيق». وأضاف البيان: «يكرر الأزهر رفضه القاطع لمبدأ الوصاية الذي تحاول بعض الدول فرضه على العالم العربي، وتتخذه ذريعة لانتهاك سيادته، داعياً إلى موقف عربي مشترك وحازم في حل هذه الأزمة، وموجهاً مناشدته للشعب الليبي بضرورة الاتحاد ونبذ الخلاف والفرقة التي تجعل ليبيا عرضة للأطماع الاستعمارية والتدخلات الخارجية». متوجها، برسالة دعم وتقدير لأبطال مصر الأوفياء ضباط وجنود القوات المسلحة الساهرين على حماية الحدود وتأمين المنافذ ممن يفتدون تراب مصر بأرواحهم.