خلال سنوات ما يسمى «الربيع العربي»، كشف الخوارج عن أنفسهم، لا سيما الجماعات المنظمة، وعلى رأسها «الإخوان» وفروعهم المدنية، وميليشياتهم العسكرية. وقام الوطنيون المخلصون بمواجهتهم، في وقت كان كثير من الناس قد اغترّ بهم وانساق معهم، حتى بانت الحقائق، وسقط العملاء الذين جاؤوا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. ومنذ سنوات والطابور الخامس في حال صمت أو تلوّن، وانتصر المغرد السعودي دون مقابل مادي، سوى الحفاظ على وطنه، وحماية صمام أمانه ووحدته، متمثلا في الأسرة المالكة الكريمة التي حكمت لثلاثة قرون، وقدمت النموذج الفريد على مستوى الوطن والخليج، والعالمَين العربي والإسلامي. في حين أن سبب هزيمة الأعداء، أنهم مرتزقة مأجورون، لا يحمون عِرضاً ولا أرضاً، ففقدوا الحق وقوته المعنوية. ولكن، يؤسفنا أن بعض هؤلاء المغردين الوطنيين، قد وصلوا إلى حد الحروب البينية، والتصفيات التويترية بمزايدات تخوينية، فصار بأسهم فيما بينهم، وهنا تكمن الخطورة. فينبغي على من يهمهم الأمر، أن يدركوا السفينة قبل أن يغرقها السفهاء ممن يزعمون الوطنية، وهم يخجلون حتى من كشف لثامهم. فهل يعقل أن يكون «المتبرقع» هو الذي يزايد على الوطني الظاهر باسمه وصورته وتاريخه المجيد؟! وأرى من الحكمة الأمنية والنيابية، أن يوقف هؤلاء «الغربان» عند حدهم، وألا يسمح بمن يزعم الوطنية والدفاع عن الوطن إلا بالتغريد باسمه الصريح، ويتحمل مسؤوليته القانونية، ومكافحة الحسابات الوهمية. فالتخوين هو الوجه الآخر للتكفير.