قدم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان عبدالله أبا الخيل تأصيلا شرعيا لمبدأ حوار الحضارات والأسباب المؤدية إلى فاعلية الحوار وتحقيقه لأهدافه، في كتابه الصادر أخيرا "دور الجامعات السعودية في حوار الحضارات.. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنموذجاً". وأشار أبا الخيل في كتابه لوجود قيم مشتركة ومصالح متبادلة وأرضية للتعاون والتحاور ونبذ كل مظاهر التطرف والإرهاب وما يهدد الأمن والسلام العالمي، كما بين دور جامعة الإمام في هذه الجانب من خلاله كتابه. الكتاب الذي طبع بثلاث لغات العربية والإنجليزية واليابانية سيكون حاضرا في معرض اليابان الدولي للكتاب المقبل الذي تستضاف فيه المملكة ضيف شرف. عرض الكتاب مفهوم الحوار والحضارات من الناحية اللغوية والاصطلاحية، والموقف الشرعي من الحوار من خلال الكتاب والسنة، والأسباب المؤدية لفاعلية الحوار وتحقيقه لأهدافه من خلال الاعتماد على الأساليب الحضارية التي تدل على البحث عن الحقيقة وذكر عددا من الضوابط منها الاستماع الكامل لكل ما يقوله الآخر والالتزام بالقول الحسن والإخلاص وترك المراء والحرص على محبة ظهور الحق والعدل والصدق والوضوح والعلم والالتزام بوقت محدد في الكلام وتقدير الخصم واحترامه والانطلاق من نقاط الاتفاق لتقرير نقاط الاختلاف، كما استدل بحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الثقافات المختلفة من اليهود والنصارى ومشركي مكة، وأن تبليغ الرسالة اعتمد الحوار واحترام الرأي الآخر. كما عرض الكتاب جهود جامعة الإمام في حوار الحضارات وتأسيسها مركزا متخصصا للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين يهدف إلى إبراز الإسلام في معالجة القضايا المستجدة والتعريف بحقوق الإنسان في الإسلام والعناية بقضايا الشباب ومشكلاتهم والعناية بقضايا المرأة وحقوقها وبيان موقف الإسلام من الإرهاب والتعرف على الحضارات المعاصرة وترسيخ مفاهيم التواصل والحوار بين الحضارة الإسلامية وسائر الحضارات، كما بين الأساليب التي اعتمدت في المركز لتحقيق الأهداف منها تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة وترجمة ونشر الكتب والدراسات المتخصصة وإعداد قاعدة معلومات حول التوجيه الإسلامي للقضايا المعاصرة وأخرى عن المعنيين ببحوث المركز من مختلف أنحاء العالم وإصدار المجلات العلمية والتنسيق والتعاون مع المراكز الأخرى المتخصصة.