حينما تقوم العلاقة بين الحاكم والرعية على الثقة فإن ذلك يؤسس لعلاقة متينة ثابتة بإذن الله. فعندما ينام المواطن في بيته آمنا مطمئنا، واثقا بالله ثم بقيادة رشيدة واعية تُسير شؤون الوطن والمواطن، بحكمة، وبعد نظر، مستشرفة المصلحة العامة؛ غير غافلة أو متجاهلة لمصالح الشعب. وعندما يقف الحاكم بصلابة وشجاعة أمام الأزمات والملمات الكبرى المحدقة بوطنه ورعيته واثقا بالله ثم بشعب مخلص ومقدر لما يفعله ويقدمه لأجل الوطن والمواطن.عندما نجد هذا التناغم الكامل والعفوي والمرن بين الحكومة والشعب فإن كل صعب سيسهل، وكل كرب سيهون، وكل أزمة ستمر بسلام بإذن الله. ما سر هذا التناغم المدهش بين قيادة المملكة العربية السعودية حرسها الله وأعزها، وبين مواطنيها إلا نتاج عقودٍ من الثقة بينهما، فالمواطن لم يعرف من قيادته إلا الرفاهية التي يُحسد عليها، التعليم، والعلاج، بالمجان، رغم ضخامة ما يصرف عليهما من ميزانية الدولة، وكثير من الخدمات يحصل عليها بأسعار لا تقارن بمثيلاتها حتى في الدول الكبرى. والقيادة تتصرف واثقةً بأن ليس من عاداتها الإجحاف بحق المواطن، وأن كل شيءٍ تفعله، إنما تفعله لأن الشعب يعي ويقدر ما تقدمه له، لمصلحة الوطن أولا، وهو الكيان العظيم الذي يضم الجميع قيادةً وشعبا، وبدونه لا بقاء لأحدهما. وأن أي نقص يصيبه، إنما هو لظروف قاهرة تحتاج من الجميع التكاتف والتلاحم والتعاون والصبر. لهذا نحن نقف مع دولتنا، في الشدة والرخاء، واثقين بالله ثم بحكومتنا، وحكمتها، مقدرين أن ما تأخذه من المواطن، أو ينقص عليه، وقت الأزمات فإنه من قبيل سياسة شد الحزام، وأنها لطالما أغدقت، وستغدق بإذن الله على مواطنيها وقت الرخاء والسعة. نحن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر بما يحصل فيه، وكل الرجاء بأن تزول هذه الأزمة قريبا، وستعود الأحوال بعون الله خيرا مما كانت عليه، فقد أثبتت قيادة المملكة قوتها وحكمتها وبعد نظرها في كل الأزمات التي مرت بها، وخرجت أفضل مما كانت عليه، وأقوى. أدام الله على بلدي نعمة الأمن والأمان، وأفاض عليها من بركات السماء والأرض، وحفظ لنا قيادتنا الرشيدة التي لم تألُ جهدا في سبيل شموخ هذا الوطن.