على الرغم من وجود وسائل علاج فعالة للاضطرابات النفسية وطرق للتخفيف من المعاناة التي تسببها؛ لا يتلقى 76 % إلى 85 % من المصابين باضطرابات نفسية أي علاج في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، و35 % إلى 50 % من المصابين باضطرابات نفسية من الأمر ذاته في البلدان المرتفعة الدخل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومن بين الاضطرابات النفسية والأكثر شيوعا وغرابة وعدم معرفة الأشخاص بها: الأنروكسيا، والميسوفونيا وغيرها. الأنروكسيا أفادت الأخصائية النفسية مها العولقي ل»الوطن» بأن فقدان الشهية العصبي ترتبط علامات وأعراض الإصابة به بحدوث المجاعات، والمشاكل العاطفية والسلوكية التي تشمل إدراكا غير واقعي لوزن الجسم والخوف الشديد من اكتساب الوزن والبدانة، وقد يكون من الصعب ملاحظة العلامات والأعراض، وذلك بسبب اختلاف منظور انخفاض الوزن من شخص لآخر، ولأنه قد لا يبدو على بعض الأفراد النحافة الشديدة إضافة إلى ذلك، فالأشخاص المصابون بفقدان الشهية غالباً ما يخفون نحافتهم أو عاداتهم الغذائية أو مشاكلهم الجسدية. الميسوفونيا نوع من الاضطراب العصبي يحدث بمجرد أن يسمع الشخص صوت طرق بالقلم أو مضغ الآخرين للطعام أو غيرها من الأصوات الخافتة ويصاب بالفزع الشديد والتوتر والغضب الحاد، حيث أبان الباحث النفسي محمد العبدالله أن الميسوفونيا يصاب بها الرجال والنساء على حد سواء وفي أي عمر، وتظهر الأعراض في وقت متأخر من الطفولة أو بداية مرحلة المراهقة، في حين يدرك المصابون أن ردود أفعالهم تجاه الأصوات تبدو متطرفة، وأن حساسية الصوت لديهم يمكن أن تجعلهم يشعرون أنهم فقدوا السيطرة على أنفسهم، من أهم طرق العلاج الموصى بها إلى الآن هي طرق عملية جداً وضع موسيقى هادئة في الأذن لمنع الضوضاء، ارتداء سدادات الأذن، تدريب النفس على الاسترخاء والتأمل لتقليل الضغط. ومن أهم الأدباء العالميين المصابين بهذا الاضطراب الأديب فرانز كافكا. هوس الكتب تعتبر الببلومانيا أو ما يسمى بداء العباقرة أو المثقفين نوعا من أنواع الوسواس القهري حيث تبدأ أعراضه في سن صغيرة حيث يمتلئ الشخص ببهجة وسرور عند رؤية الكتب والمجلات والجرائد، والرغبة في امتلاكها أو سرقتها جميعاً، وأشارت العولقي إلى أن شخصية الببلوماني تكون في الغالب شخصية انطوائية ليس لديه كثير من العلاقات ويميل إلى تكوين صداقات تشاركه ذات الشغف والهوس تجاه الكتب وليس لديه الكثير من الأصدقاء، ولا يشعر بأي ذنب عندما يقوم بسرقة الكتب. الكلبتومانيا وصفه متخصصو علم النفس بمرض العامل اللاإرادي «النفسي»، إذ لا يستطيع المريض مقاومة إغراء السرقة، وتكثر السرقة اللاإرادية عند السيدات، وتشير الدراسات إلى أن السبب غالباً ما يكون عقداً نفسية في صورة معاناة عاطفية وضغوط كبيرة، ولا يخطط للسرقة مسبقا، وكثيرا ما تكون المسروقات أشياء لا قيمة لها كالأقلام والأدوات المكتبية ومواد البقالة الرخيصة. وقد يصادف أن تكون بعضا من السلع الغالية حسب الأماكن التي يرتادها المريض، وتنتاب المريض حالة من تأنيب الضمير. ومن أبرز المرضى بالسرقة اللاإرادية تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الشهير، وملك مصر والسودان فاروق. متلازمة ستوكهولم اشتهرت نسبة إلى حادثة بنك كريديتبانكين في ستوكهولم عام 1973، حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة 6 أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم. متلازمة ديوجانس ارتبطت باسم الفيلسوف الإغريقي ديوجانس وتتمثل بمفهوم الإهمال الحاد للذات، والميل للعزلة بشكل متطرّف، وصفته الأخصائية النفسية مها العولقي أنه اضطراب سلوكي يؤثر على كبار السن، ويحدث لكل من الرجال والنساء، والأعراض الرئيسية له هي حب الامتلاك، وترك المنازل في حالة مزرية وقذرة، وقلة النظافة الشخصية.