فيما دعت وزارة الصحة إلى ضرورة الالتزام بالتطعيمات وعدم تأخيرها إلا أن بعض الأسر بل وأحيانا الأطباء ينصحون بتأجيلها خصوصا في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد - 19)، وهناك أسر ترفض الذهاب بأطفالها إلى المستوصفات لتطعيم أطفالها، الأمر الذي اعتبره مختصون أمرا غير مبرر ولا حقيقة علمية له. تصور خاطئ أوضح استشاري جراحة الأطفال وحديثي الولادة الدكتور طلال المالكي ل»الوطن» أن التطعيم هو عمليّة حقن ميكروب ضعيف أو غير حيّ داخلَ جسم الإنسان في فترات زمنيّة معينة؛ وذلك من أجل إكساب الجسم نوعا من المناعة الكافية لمهاجمة الأمراض عند التعرّض لها. وأضاف أن صندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» حذر من احتمال عدم حصول 117 مليون طفل في العالم على تطعيم الحصبة في موعده هذا العام، بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد، وتزامن التحذير من المنظمة الدولية مع تزايد الأعباء على الطواقم الطبية التي تركز كل طاقتها على الاستجابة لاحتواء فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، إضافة الى تخوف الأهالي من تطعيم أبنائهم في هذا الوقت مما قد يساعد في إصابتهم بالفيروس وهو ما وصفه المالكي بأنه «تصور خاطئ». العاقبة أكبر حول عدم ذهاب الأهالي لتطعيم أبنائهم خوفا من انتقال العدوى إليهم من المركز أو الكادر الطبي، قال المالكي إن هذا التصرف غير مبرر ولا يستند على أي حقائق علمية أو طبية، ومن المؤكد أن مخاطر عدم التطعيم كبيرة وممكنة الحدوث. وأضاف: كما أن كورونا قابل للانتشار في كل المجتمعات دون تفرقة، وعليه فإن تطعيم الأطفال يقيهم من كل الأمراض التي تم تطعيمهم لها. وبالنسبة لحمايتهم من كورونا فيتم التعامل معه حسب إرشادات وزارة الصحة من حيث التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والقفازات واستخدام المعقمات الموثوقة. عاقبة عدم التطعيم تعتقد بعض الأسر أن تطعيم الطفل هو حرية شخصية يحددها الأهل، وأن قرار عدم التطعيم لن يعود بالضرر على المجتمع، وفي هذا الصدد أكد المالكي أن عاقبة عدم أخذ التطعيمات خطيرة، ومن المناسب الحديث عن ممارسة حقيقية جرت في الولاياتالمتحدة - وكانت حديث الصحف الأمريكية لفترة من الزمن - حيث امتنع مجموعة من الناس هناك عن تطعيم أبنائهم ضد الحصبة قبل عدة أشهر واعتبروه حرية شخصية ولسوء حظهم انتقلت الحصبة بين الأطفال وتوفي عدد كبير من الأطفال غير المطعمين الذين كان بالإمكان إنقاذ حياتهم لو تم تطعيمهم مبكرا، كما يرى أطباء أن تأخير اللقاحات قد يضر بصحة الأطفال ويعرضهم أكثر للإصابة بفيروسات مهددة لحياتهم. وحول مبدأ الحرية الشخصية، نوه المالكي أن منظمة الصحة العالمية والمنظمات المهتمة بصحة الطفل تؤكد أهمية التطعيمات للأطفال وتعتبرها من ضمن الحقوق الخاصة بالطفل ولا يجب إهمالها البتة بل وإن كثيرا من الدول تعتبر رفض الوالدين أو أحدهما والإصرار على عدم تطعيم الأبناء جريمة، وأكد المالكي أنه لا يحق للوالدين أخذه من مبدأ الحرية شخصية لأن الوالدين لا يملكان التحكم في جسد طفلهما ومنعه من حقوقه الشخصية بتاتا. مناعة الأم أوضح المالكي أن المناعة الطبيعية التي انتقلت للطفل من أمه عند ولادته لا تقيه من الأمراض إلا لفترة من الزمن لأنها تزول خلال الأشهر الأولى من حياته ويصبح عرضة للأمراض، وعندما يتم إعطاء التطعيمات للأطفال، فإن الجسم يقوم بتنشيط جهاز المناعة عن طريق تكوين أجسام مضادة معينة ومختلفة من تطعيم لآخر، وهذه المضادات لها قدرة عالية على حماية الجسم من أي أمراض مستقبلية لها علاقة بتلك التطعيمات على سبيل المثال الدرن وشلل الأطفال والسعال الديكي والتيتانوس والدفتريا والحصبة والالتهاب الكبدي (ب) والحصبة الألمانية والنكاف. الجدول الزمني للتطعيمات وفقا لوزارة الصحة عند الولادة عند عمر شهرين عند الأربعة أشهر عند 6 أشهر عند 9 أشهر عند 12 شهرا عند 18 شهرا عند 24 شهرا عمر 4-6 سنوات عمر 11 سنة عمر 12 سنة عمر 18 سنة