في ظل الظروف التي نعيشها هذه الأيام، يوجد موظفو وزارة الصحة ووزارة الداخلية في أماكن عملهم، في الوقت الذي تم تعطيل عمل جميع القطاعات الأخرى بهدف الحجر الصحي الذي يعتبر طبيا مفتاح النجاة في السيطرة على كورونا، في الوقت ذاته يحتاج موظف الصحة إلى ما يحتاجه أي رب منزل، من جلب أغراض المعيشة والضروريات اليومية، ويعز كثيرا على أحدهم أن يترك عمله صباحا، في الوقت الذي بإمكان غيره الخروج للضرورة، كونه على ثغر مهم ووجوده ضروري أكثر من أي وقت مضى. ينتهي عمل موظف الصحة «الفني» خصوصا من أطباء وممرضين وصيادلة، قرابة الرابعة عصرا، بهذا يتبقى أمامه أقل من 3 ساعات ليحصل على ما يحتاجه من أغراض التسوق في المدن التي لم تحجر كامل اليوم. في رأيي، إن موظف الصحة الميداني -وأنا أحدهم- يكون من الأولى به ألا يتوجه إلى المجمعات التجارية لأخذ حاجاته في هذه الساعات الثلاث، والتي هي أزحم ما تكون للأسف، فمعظم الناس يكرهون الاستيقاظ صباحا. في هذه الذروة سيجبر الممارس الصحي على التوجه للمحل التجاري المكتظ بالناس، وهنا تكمن المشكلة، كون هذا الممارس الصحي قد خرج من بين المرضى، وربما كان حاملا للعدوى، بالتالي فسينشرها على نطاق أوسع خلال تسوقه. الحل -من وجهة نظري- أن تكون هناك مبادرة من شركات التوصيل، بتوصيل الطلبات لمنازل موظفي الصحة خصوصا كجزء من الحجر الصحي، بحيث لا يخرج الممارس الصحي إلا للذهاب إلى عمله فقط. ولعل هناك حل آخر: في حال لم يكن بإمكان شركات التوصيل الاضطلاع بالمهمة، يمد موظفو الصحة بتصاريح تربط إلكترونيا بنظام تتبع لنكون متأكدين من خط سير هذا الممارس الصحي، منذ ذهابه باكرا لعمله حتى الرجوع، وليكن من المحظور عليهم الذهاب للمجمعات التجارية وقت خروج الناس، لكبح انتشار العدوى، بل يُجعل لهم وقت لا يكون فيه سواهم، وليكن مثلا من الثامنة مساء حتى الثانية عشرة، ليكون وجودهم في المجمعات التجارية دون اختلاط بأشخاص من خارج الصحة. ومن شأن نظام التتبع هذا ليس فقط الرقابة، بل لمعرفة سير الموظف في حين ظهرت عليه أعراض مستقبلا، وهذا يجعل التقصي الوبائي في غاية الدقة. وليكن هذا الفسح متجددا بشكل «يومي إلكتروني»، تشرف عليه جهات العمل لتحقيق المصداقية، وليكن الفسح بشروط وأحكام معينة لعل من أهمها أن يكون هذا الموظف هو الشخص الوحيد الذي يمكنه الخروج من المنزل، فلا يكون في الأسرة الواحدة 3 مصرحين أو اثنان. قبل الختام، إن تعاون الجميع مع الدولة في هذه المرحلة يعني النجاح والتغلب على الأزمة، وها هي منظمة الصحة العالمية -كما قال نائبها- تسعى لأن تكون «لصيقة» بالمملكة، لتقتدي بها في خطوات حل الأزمة. فلنواصل النجاح ولنتكاتف جميعا للوصول إلى بر الأمان، ولنترك الاستهتار واللامبالاة التي ربما ورثتنا كارثة يكون المتضرر الأول فيها «أنت»، فالوباء لا يعرف أحدا، وليس في أمان منه شاب أو مسن، فالجميع -كما تقول الدراسات- معرض للإصابة، ففرد «العضلات» و«الهياط» -كما نرى في بعض وسائل التواصل- لا محل له من الإعراب في أزمتنا هذه. أهيب بالجميع إلى ثلاثة أمور هي مفتاح النجاة بعد الله: 1 - الالتزام بالإجراءات الوقائية وأهمها غسيل اليدين -مو شرط معقم- بل بأي صابون مصرح من وزارة التجارة -فكلها صوابين-. 2 - الالتزام التام بالحجر وعدم الخروج إلا في حالة ضرورية قصوى، وهذه ضعوا تحتها «مليون» خط! 3 - رفع المناعة بالنوم باكرا، وشرب الماء بوفرة، وتناول الأغذية التي ثبت علميا رفعها كفاءة جهاز المناعة، وكلها أيام وتعدي ودمتم بصحة.