أكتب هذا المقال بعد دقائق من إعلان توقف الرحلات من وإلى لندن عقب إغلاق مطار هيثرو لمدة شهر من 28 مارس الجاري، وسبقه إلغاء الرحلات من وإلى السعودية. لم يكن خبراً هيناً علينا كسعوديين في بريطانيا، خاصة من انتهى سبب بقائه فيها من المبتعثين الذين أنهوا دراستهم وينتظرون العودة إلى بلادهم، وأيضا العالقون في بريطانيا بعد أن قدموا لها من أجل عمل مؤقت ربما لا يتجاوز أياما فوجدوا أنفسهم عالقين في سقف العالم. في الحقيقة رغم صعوبة الموقف، إلا أن السفارة السعودية تعاملت باحترافية شديدة، واستطاعت في ظرف ساعات أن تصل لكل سعودي في بريطانيا عبر حساباتها، وعبر رؤساء الأندية الطلابية، وتبعتها في ذلك الملحقية بتقديم خطتها لهذا البقاء الذي اضطررنا إليه جميعا، فتم تسكين من ليس لديه سكن، وصرف مبلغ يومي لمن تم تسكينهم، ووضعت أرقام للطوارئ. جربت الاتصال لأفهم الموقف فقط، فتم الرد علي وطمأنني بلغة راقية مهذبة، لا أعرف صاحبه، لكنه كان قادرا على تقديم السفارة السعودية بصورة تمنيناها لها دائماً. أود أن أقول إننا بخير في بريطانيا تحت رعاية السفارة والملحقية رغم الأوضاع التي تبدو أمام البعض مربكة ومخيفة، خاصة مع هذا المرض الذي وضع العالم كله في خندق واحد، وذكرهم بأنهم كلهم بلا استثناء متشابهون أمامه، مهما تغيرت ألوانهم أو ملامحهم أو القارات التي تحتويهم. أعرف أن الكل قلق علينا في السعودية، ولكننا أيضا قلقون عليكم، وأظن ما نتفق عليه نحن وأنتم، أن تكون بلادنا بخير، لكن أمر العودة في وقت كورونا، لا يحسب بالعاطفة أبداً، ولكن رأي أهل الرأي وهم هنا وزارة الصحة، هل هم قادرون على استقبال أعداد قادمة من بلد مثل بريطانيا، يكاد يكون موبوءا بكورونا؟ وكما ذكرت دراسة من أكسفورد فإن نصف البريطانيين قد يكونون أصيبوا بالمرض. هل سفر شخص واحد قد يكون حاملا للمرض آمن للمسافرين الباقين خاصة أن الرحلة تستغرق ست ساعات وربما أكثر؟ عندما تبحث هذه الأمور سنكون سعيدين مثلكم بالعودة.