إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا نايف لمحزونون، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وأن البقاء لله وحده والموت مصير كل الأحياء على ظهر البسيطة حزنت المملكة والعالم العربي والإسلامي على فقد ركن من أركان الدولة السعودية وأحد أبرز قادة الأمة الإسلامية ورجالها المخلصين، رجل الأمن والسياسة وصمام أمان البلاد والحصن الحصين لأمن الأمة بما وهبه الله من حلم وشجاعة ورؤية ثاقبة، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لقد رحل عنا تاركاً وراءه إرثاً كبيراً من الحكمة والحزم وبعد النظر والتعامل مع كافة المستجدات بحزم وعزم وحكمة بالغة وإنجازات كبيرة ومآثر جليلة، خاصة على مستوى الأمن ومكافحة الجريمة وتيسير أمور الحجاج؛ حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد مضرب المثل في إقامة العدل ونصرة المظلوم وتطبيق شرع الله، فلقد حمل منهجاً فريداً ورأيا سديداً في التعامل مع الإرهاب، وإيجاد برنامج المناصحة لأصحاب الفكر الضال، وتجفيف منابع الإرهاب إلى حد كبير، فلقد كان رحمه الله غيوراً على أمته في دينها وإعلامها وسائر أمورها، فهو رجل المهمات الصعبة والمسؤوليات الجسام رحمه الله رحمة الأبرار، ولا نملك له إلا الدعاء بأن يتغمده الله بواسع مغفرته ويثيبه على ما قدم لوطنه من جهود تذكر فتشكر، وأن يكرم نزله ويغفر ذنبه ويسكنه فسيح جناته، وأن يعين خلفه من بعده في تحمل المسؤوليات الجسام، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون، كما نسأل المولى عز وجل أن يحفظ لنا قادة هذه البلاد المباركة، وأن يديم الأمن والأمان في ربوع بلادنا الطاهرة إنه سميع مجيب.