يشدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في كل مناسبة ذات علاقة بالدور الوطني والعلمي الكبير لدارة الملك عبدالعزيز كونها الذراع التوثيقي للأحداث والأخبار والإنجازات السعودية، وهذا ما يظهر عشقه للتاريخ وعلومه، فدارة الملك عبدالعزيز في تاريخها الذي يمتد لأكثر من أربعين عاما تعيش عصرا ذهبيا بفضل تلاقي إيمان الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ مع نوعية النشاط الفكري والعطاء المعرفي للدارة، فصارت الدارة منارة علمية عالية الجودة تستقطب كثيرا من الأفكار البحثية والدراسات ومنصة كبيرة لاحتواء الباحثين والباحثات والعناية بهم وباتت رافدا قويا وغنيا لحركة البحث العلمي حتى صارت تسابق الزمن في خدمة تاريخ الجزيرة العربية بمآثرها الفكرية وإرثها المعرفي وتاريخ المملكة. توثيق مفاصل اللحمة الوطنية أطلق على دارة الملك عبدالعزيز هذا الاسم عرفانا بالإنجاز التاريخي للمغفور له في تأسيس دولة إسلامية حديثة عدت امتدادا للدولة الإسلامية في الجزيرة العربية، ولأنها كذلك تخدم في إصداراتها وأنشطتها المواطنة الحقة وتوثيق مفاصل اللحمة الوطنية، وتكشف عن تاريخ المشاركة المتفاعلة بين الشعب والقيادة منذ أيام توحيد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها وحتى اليوم، وهذا ما دفع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان للكشف صراحة عن "أن أحب الأعمال الإدارية لنفسي هي أعمال دارة الملك عبدالعزيز " هذا الحب العميق لدارة الملك عبدالعزيز من قبل سموه انعكس على جودة العمل فيها فصارت تسابق الزمن من أجل موافقة رغبة رئيس مجلس إدارتها في خدمة تاريخ الجزيرة العربية بمآثرها الفكرية وإرثها المعرفي وتاريخ المملكة العربية السعودية. جائزة ومنحة الأمير سلمان كما تجلى حب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للتاريخ بمجالاته وكتبه وبحوثه ودراساته حين وافق على إنشاء جائزة تحمل اسمه تشرف عليها في البداية الدارة وقرر أن تكون قيمتها المادية من ماله الخاص وأن يرعى توزيعها على الفائزين والفائزات بنفسه فكانت جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية التي لاقت تقديرا كبيرا من الأوساط العلمية المتخصصة وصلت هذا العام لدورتها الرابعة. وفي افتتاح الدورة الأولى للجائزة والمنحة عام 2005 عبر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في كلمته عن حبه للمهتمين بالتاريخ ودروهم في خدمة الأمة الإسلامية بالقول "إنه من المحبب لنفسي أن أكون بين هذه النخبة الطيبة من المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة، وتاريخ المملكة العربية السعودية بصفة خاصة. فنحن أمة عريقة نمت جذورها في هذه الجزيرة التي انطلق منها العرب إلى كل مكان، ومن ترابها الطاهر شع نور الإسلام ليصل إلى بقاع الأرض قاطبة، ومن هنا كانت المسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذه الدارة عظيمة جدا". وأضاف في ذات الكلمة: ما يؤكد على اهتمامه المبكر بالتاريخ ومؤسساته وطلاب علمه والمؤرخين بالقول " لقد كنت أتتبع أعمال الدارة منذ إنشائها، وكنت أشهد بسعادة بالغة انطلاقتها الكبرى في عهد الملك فيصل - رحمه الله - وبإشراف من الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ. وعندما كلفت برئاسة مجلس إدارتها، انصرفت إلى الاهتمام بالنهوض بها، والقيام بكل ما نستطيع لدفعها إلى الأمام، وبحمد الله وفضله تكللت الجهود بالنجاح، وأصبحت الدارة في مقدمة المؤسسات الفكرية والتاريخية.. وتمكنت الدارة في زمن قصير من إثبات وجودها" ما يدل على عناية الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالدارة وأعمالها منذ وقتها الأول لكن اهتمامه تضاعف بعد ذلك بسبب المسؤولية التاريخية حين أصدر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1417ه قرارا برئاسة سموه لمجلس إدارة الدارة وذلك بترشيح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. نشاط علمي وفكري ومن الرواسخ الإدارية التي فتحت بحكمة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن شكل سموه مجلس الإدارة من أعضاء ينتمون لدوائر حكومية ومؤسسات تعليمية وثقافية تتقاطع استراتيجياتها مع استراتيجية الدارة حتى تتجاوز أول مؤسسة سعودية معنية بالمصادر التاريخية حواجز البيروقراطية وحتى يتم التنسيق على أوسع نطاق فتتحرر الدارة من الثقل الإداري في الإجراءات وتنطلق بسرعة يقتضيها كثيرا النشاط العلمي والفكري والبحوث. وفي كلمات رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الأمير سلمان بن عبدالعزيز في دورات الجائزة والمنحة تظهر معاني الفخر بالعلم والاعتزاز بتاريخ الوطن والانتماء لتاريخ الأمة الإسلامية، ويظهر أكثر فرحا من الفائزين بجوائزها لأنه استطاع أن يقدم خدمة لأمته من خلال تاريخها، لقد نجحت جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية أن تكشف مزيدا من شخصيته المرتبطة بالتاريخ والثقافة الأصيلة والمستنيرة بالجديد المفيد.