لا يخفى على الجميع نجاح الجامعات السعودية، التي أخرجت لنا عددا من الخريجين الأكفاء في جميع التخصصات، وبالأخص في التخصصات التي تسد العجز في الوظائف التعليمية. إن هؤلاء الخريجين وبالأخص التربويين منهم؛ الذين يلتحق غالبيتهم بسلك التعليم، يبدأون حياة عملية تتزين بسلسلة من الإنجازات والنجاحات المتتالية في الميدان التربوي. إلا أنه في أواخر عام 1438ه حدث إيقاف لقبول الخريجين الجامعيين في الدبلوم التربوي! بحجة أن هذا الإيقاف لغرض تغيير الدبلوم التربوي بماجستير مهني، بغرض تحسين المادة العلمية المقدمة ورفع الكفاءة للخريجين الجامعيين؛ وتقديمه بمسمى جديد (ماجستير مهني) وشروط ورسوم جديدة. ونتيجة لهذا الإيقاف للدبلوم التربوي (المستمر إلى يومنا هذا) تكدس الخريجون غير التربويين في عدد من التخصصات، بسبب الأفضلية التي وضعت لمن يحملون الدبلوم التربوي، في مفاضلة الوظائف التعليمية، ما سبّب زيادة في العجز في الوظائف التعليمية، وعدم وجود خريجين تربويين في بعض التخصصات؛ التي ليس لها مجال إلا في الوظائف التعليمية. لقد أصبحت الجامعات السعودية تخرّج المعلمين بدون جاهزية للعمل بميدان التعليم، ويحملون شهادة بكالوريوس منقوصة الكفاءة. من المفترض أن تبادر الجامعات وبأسرع وقت لوضع برنامج بديل، يحل محل الدبلوم التربوي في أسرع وقت ممكن. حتى لا نزيد عدد الخريجين غير التربويين، وأن يكون البرنامج بشروط ميسرة، تنطبق على 75 % من الخريجين الجامعيين، وألا يكون مشروطًا برسوم تعرقل مسيرة الخريج الجامعي، المتجه إلى مجال التعليم. وبذلك نحافظ على المكانة العالية التي حققناها في مجال التعليم طوال الأعوام السابقة، بفضل الكفاءات الوطنية التي صنعت في جامعات بلادنا؛ ونتطلع إلى غد مشرق طوال السنين القادمة بسواعد الخريجين التربويين الجدد.