فقدت المملكة والأمة العربية والإسلامية رجل الأمن الأول في البلاد ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي لم تقتصر توجيهاته على الأمن من العدوان فحسب، بل تعداها إلى أمن المواطن في غذائه ودوائه وترددت على مسامع أفراد الهيئة العامة للغذاء والدواء كلمة الفقيد – رحمه الله - حينما قال "تواصلوا معي شخصيا ورسميا". وعاد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل ل"الوطن" بذاكرته إلى الوراء حينما أكد عليه الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله - بأنه موجود دائما بجوارهم لخدمة المواطنين في مأمونية غذائهم ودوائهم قائلا "أي شيء تريدونه مني فأنا موجود على المستوى الشخصي والرسمي"، وشدد على التواصل معه كوزير للداخلية ورئيس لمجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء، حيث كان نائبا لمجلس إدارتها. وبين الكنهل أن الراحل أوصاهم بالوضوح والشفافية والنشاط في وسط الإعلام لتوضيح ما يخفى ويشكل على المواطنين خصوصا وأن لدى الهيئة ما يطمئن الناس من حيث عملهم الدؤوب على المراقبة والتحقيق في كل ما يستجد في قطاعات الغذاء والدواء والأجهزة الطبية، مشيرا إلى أن من آخر إنجازات الفقيد المشهودة للهيئة هي رعايته الكريمة للمؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء الحلال، حيث رفعت له التوصيات وبعثها إلى خادم الحرمين الشريفين الذي صدعت بحوثه وتوصياته في مختلف دول العالم. وأضاف الكنهل أن الأمير الراحل كان يحمل في قلبه هموم المواطنين على كافة الأصعدة، خصوصا أمنهم في مجالات الأغذية والأدوية، وأنه في إحدى السنوات عملت الهيئة حملة توعية تحت شعار "لا للتسمم الغذائي" وتم عمل معرض لهذه الحملة في مكتبه الخاص بوزارة الداخلية، حيث كان مهتما بشكل كبير بالحملة التثقيفية، وطلب من الهيئة أن تنقل المعرض إلى الجهات الحكومية الأخرى. وفي كلمة لن ينساها منسوبو الهيئة العامة للغذاء والدواء عام 2010 حينما أوصاهم الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز قائلا "يؤمل المواطن والمقيم أن يتناول غذاء سليما ونظيفا إضافة إلى الدواء المأمون" منوها بدعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تبذله في كل ما يتعلق بصحة المواطن، ولم يقف توجيهه – رحمه الله - عند ذلك فقط، بل دشن قبل نحو عامين مجموعة من مشاريع وبرامج الهيئة في مجال الرقابة على الغذاء والدواء، شملت 18 مشروعا في قطاعات الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية، وتضمنت المشاريع في قطاع الغذاء مشروع برنامج تطوير الرقابة على الغذاء المستورد بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني الهادف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال. ودشن الفقيد مشروع مركز رصد الأمراض المنقولة بالغذاء والوقاية منها الذي يهتم برصد حوادث التسمم والعدوى الغذائية، والبرامج الوقائية من العدوى الغذائية والتسمم، إضافة إلى مشروع المركز الوطني لمراقبة ورصد الملوثات في الغذاء ويهدف لتقييم مدى سلامة الأغذية المتداولة في السوق المحلية ورصد الملوثات بالغذاء المستورد والمنتج محليا وتجهيز أربعة مختبرات تخصصية، لافتا إلى إنشاء مختبر لتقييم سلامة مواد التعبئة والتغليف للغذاء للتحقق من سلامة مواد التعبئة والتغليف للغذاء، مؤكدا اهتمامه بالبلاغات التحذيرية عن أي منتج ودشن مركزا لمتابعة بلاغات الغذاء على مدى 24 ساعة نظرا لأن المملكة تستورد الغذاء من نحو 150 دولة، خصوصا وأن أي مشكلة عالمية تحدث في هذا المجال قد تنتهي في المملكة، ومن أبرز أهداف هذا المركز حيال تلك البلاغات إما يتم منع المنتج من دخول المملكة أو توعية المستهلك وسحبه من الأسواق مباشرة. ومن المشاريع التي دشنها – رحمه الله - مشروع قواعد بيانات مصانع ومستودعات الأغذية ويضم قاعدة بيانات عن المصانع ومستودعات الأغذية وتحديد فروعها، إضافة إلى مشروع برنامج التوعية المستمر لسلامة الأغذية لتوعية المجتمع بالممارسات السليمة لتداول الغذاء والذي يوفر له معلومات تتعلق بالأغذية المفيدة والتحذير من الأغذية الضارة ويقدم الدعم الفني غير المباشر في مصانع الأغذية ومحلات تداولها. وفي قطاع الدواء أطلق الفقيد 5 برامج أولها يهتم بالنظام الإلكتروني لتسجيل الأدوية السعودي "سدر" والمستحضرات الصيدلانية المخصصة للاستخدام البشري والحيواني في المملكة بصورة تسمح بمراقبتها قبل وبعد تسويقها، وأطلق بعد ذلك برنامج السجل الوطني للمنشآت الصيدلانية "سجل" وهو عبارة عن نظام إلكتروني يعمل على بناء قاعدة معلومات لجميع الشركات ومصانع المستحضرات الصيدلانية المحلية والأجنبية المسجلة في المملكة، إضافة إلى مشروع نظام الاستيراد وفسح المستحضرات "فسح" وهو عبارة عن نظام إلكتروني يعمل على ضبط وتنظيم عملية الاستيراد والإذن بفسح المستحضرات الصيدلانية البشرية والبيطرية ومتابعة المستحضرات الصيدلانية المحلية، ودشن أيضا المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية "تيقظ" بهدف المراقبة لفعالية وجودة الدواء والمستحضرات التجميلية ويحوي المركز قاعدة معلومات إلكترونية لجمع وتقييم الآثار الجانبية للمستحضرات الصيدلانية، وآخر مشاريع الدواء كان المركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم الذي يؤمن لمختصي الرعاية الصحية المجتمع كافة معلومات صيدلانية متعلقة بالدواء والسموم مبنية على أسس علمية. ولم يغب عن الراحل قطاع الأجهزة الطبية؛ حيث دشن 4 مشاريع مهمة على رأسها مشروع السجل الوطني للأجهزة والمنتجات الطبية الذي يهدف لحصر المنشآت والمصنعين والوكلاء والموردين للأجهزة والمنتجات الطبية في المملكة حيث تتم جميع تطبيقاته عبر شبكة الإنترنت، ومشروع المركز الوطني لبلاغات الأجهزة والمنتجات الطبية وهو نظام لإدارة قاعدة المعلومات الخاصة بكل ما يتعلق بسلامة وأداء الأجهزة والمنتجات الطبية واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال البلاغات الواردة التي ثبت وجود مشكلات فيها، كما يعنى المشروع بتبادل المعلومات المتعلقة بحوادث الأجهزة والمنتجات الطبية للتقليل من تكرار وقوعها. وأطلق مشروع نظام فسح الإلكترونيات والإبلاغ عن الشحنات صمم هذا النظام لربط المنافذ المختلفة بالمقر الرئيسي وببعضها البعض وذلك لتسهيل عملية الحصول على معلومات الشحنة قبل وصولها من المستوردين، إضافة إلى مشروع نظام تراخيص الاستيراد للأجهزة والمنتجات الطبية الذي يهدف إلى التأكد من امتثال المنشأة لاشتراطات الشركة المصنعة بما يخص تخزين ونقل وتركيب الأجهزة التي تقوم بتوريدها أو توزيعها.