كان الأسبوع متخما بالضحايا، كأنما الطبيعة تأبى إلا أن تعلن غضبها بشكل مدو، وبصور متعددة، تراوحت بين الحرائق والفيضانات والانهيارات، موقعة ضحايا كثر بين قتلى ومفقودين. ولم تقف آثار غضبة الطبيعة عند الحجر والبشر، بل طالت حتى الحيوانات، ففي أستراليا وحدها قتل نحو نصف مليار حيوان جراء الحرائق المستعرة التي لم ينجح المعنيون في استيعابها والسيطرة عليها. وفي أستراليا أيضا تحول كثير من المدن إلى ما يشبه مدن الأشباح نتيجة عمليات الإجلاء التي طالتها في سباق ساخن للغاية مع الحرائق التي تتمدد في كل اتجاه. ولم تكن الحرائق من فعل الطبيعة فقط، فقد شبت النار في مريضة سرطان خلال إجراء عملية جراحية لها. قتلى وإجلاء تواصلت عمليات الإجلاء الجماعي في أستراليا بسبب حرائق الغابات المدمرة، وذلك قبيل حدوث ظروف كارثية محتملة خلال الأيام المقبلة، حيث يستعر أكثر من 200 حريق تؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاصفة. وصدرت أوامر إخلاء أكثر من 6 مدن في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، وأجلت القوات البحرية الأسترالية حوالي 1000 شخص باستخدام السفن أمس. وتوفي 20 شخصا هذا الأسبوع، كما فقد 28 شخصا، ودمر أكثر من 10 آلاف فدان. وقدر أكاديميون أن تكون الحرائق المندلعة منذ أشهر في غابات أستراليا، قد قتلت نحو نصف مليار حيوان أليف إما بسبب النيران أو بسبب الجوع والعطش. حرائق نيودلهي انهار مصنع في نيودلهي على إطفائيين كانوا يحاولون السيطرة على ثالث حريق كبير يضرب العاصمة الهندية خلال أقل من شهر، وأصيب 12 شخصاً غالبيتهم من رجال الإطفاء بجروح، فيما بقي أحدهم عالقاً لسبع ساعات في مصنع للبطاريات. وكانت سلسلة كوارث خطيرة بدأت في الأسابيع الأخيرة، حيث قتل 43 شخصاً في حريق ضرب مصنعاً للحقائب في 9 ديسمبر، فيما قتل 9 آخرون في حادث آخر. وغالباً ما تندلع حرائق في الهند، نظراً لضعف التخطيط المدني في البلاد، والتراخي في إنفاذ قواعد السلامة. نار في مريضة سرطان توفيت مريضة في مستشفى برومانيا بعد أن اندلعت النار بجسدها أثناء عملية جراحية كانت تخضع لها بسبب إصابتها بسرطان البنكرياس. واستخدم الجراحون، في مستشفى فلورياسكا في بوخارست، مطهراً يحتوي على الكحول، قبل إجراء العملية الجراحية للمرأة، ثم استخدموا مشرطاً كهربائياً لامس الكحول فتسبّب بإشعال النار في جسد المرأة (66 عاماً) على طاولة العمليات. وعانت المرأة إثر ذلك من حروق في 40 % من جسدها، وماتت في المستشفى بعد أسبوع من الحادث. فيضانات ارتفع عدد القتلى نتيجة الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية التي ضربت العاصمة الإندونيسية جاكرتا والمناطق المجاورة مع بداية العام الميلادي الجديد إلى 43 شخصا، منذ بدأت المياه تغمر أجزاء من جاكرتا والمناطق المجاورة الأربعاء الماضي بعد 18 ساعة من هطول أمطار غزيرة غمرت المنازل وجرفت السيارات. وشردت الأمطار أكثر من 31 ألف شخص، كما فر أكثر من 400 ألف شخص، معظمهم من مدينة بيكاسي شرق جاكرتا، من منازلهم ويعتقد الخبراء أن جاكرتا تغرق سريعا حيث صار نحو 20 % من مساحتها أسفل مستوى سطح البحر.