شهدت المنطقة العربية وعدد من دول العالم مواجهات وأعمالا إرهابية متفرقة وخطيرة، شكلت تهديدا للأمن والسلم الدوليين. والمملكة جزء مهم من العالم المتغير، فهي تؤثر وتتأثر بما يجري على الساحة الإقليمية والدولية، ومن ضمنها آفة الإرهاب. وتعد المملكة من أوائل الدول تصديا للإرهاب على مختلف الأصعدة، محليا وإقليميا ودوليا، وقامت بجهود جبارة ورائدة في مكافحة الإرهاب والغلو والتطرف. وتُعتبر تجربة المملكة في مجال مكافحة الإرهاب رائدة، وتحظى باهتمام واعتراف دولي كبير، نظرا للنجاحات المتتالية والمستمرة التي حققتها، في التصدي للهجمات الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية ناجحة، تم تنفيذها بكل دقة واحترافية وإتقان، حيث تم تكثيف عمليات البحث والتحري وملاحقة الفئة الضالة وتفكيك الخلايا الإرهابية والقضاء عليها، والمتابعة المستمرة في تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله والمحرضين عليه. وتم تطوير الأجهزة والمعدات والنظم الخاصة بمكافحة الإرهاب وتوحيد الجهود وتكثيف برامج التأهيل والتدريب لرجال الأمن، وتقديم عدد من البرامج والمحاضرات والندوات التوعوية والتثقيفية من خلال وسائل الإعلام، ومن خلال مؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة، وذلك لنشر الوعي وتحصين المجتمع السعودي، خاصة الشباب، أمنيا وفكريا ودينيا، من خطورة ظاهرة الإرهاب وأساليبه وطرقه الخفية، وتوضيح ما يمليه الواجب الوطني لكل مواطن ومقيم من أهمية المساهمة بفاعلية في حفظ الأمن، باعتباره مسؤولية للجميع، ومطلبا وطنيا شاملا. كما أن المملكة أسهمت بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي تبحث مواضيع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية، وتعاونت مع العديد من الدول والمنظمات للحد من تلك الآفة الخطيرة. واتخذت المملكة عددا من التدابير والإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب على جميع المستويات والأصعدة المحلية والإقليمية وبشتى الوسائل، وبادرت المملكة بإنشاء أول تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف، كما أعدت وجهزت قواتها المسلحة وتحصين حدودها مع دول الجوار، ومنع التسلل وتهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات وغيرها. وخطت المملكة خطوات مهمة وملموسة في مساعدة المجتمع الدولي في تبني عمل شامل وجاد للحد من هذا الداء الخطير والقضاء عليه وصيانة حياة الأبرياء، وأكّدت في عدد من المناسبات استنكارها وشجبها للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، واستضافت وشاركت في عدد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وغيرها من الجهود الهادفة إلى حماية الوطن والمواطنين والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين في مكافحة الإرهاب. وكانت المملكة أول دولة وقعت على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي في مايو 2000. وتأتي تلك الجهود والنجاحات المستمرة، الحازمة، والصارمة، ضد الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، أولا بتوفيق الله -سبحانه وتعالى- لهذا البلد الكريم أرض الحرمين الشريفين، مهبط الوحي ومنبع الرسالة، ثم بالجهود المخلصة والحثيثة من الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين، ورجال الأمن البواسل.