أكد رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية بالرياض سعد العجلان ل "الوطن" عقب إلغاء رجال الأعمال في الغرفة اجتماعهم أمس مع وفد تجاري روسي، أن استمرار موقف الحكومة الروسية الداعم للنظام السوري، دفع رجال الأعمال في الغرفة إلى اتخاذ قرار حاسم بإلغاء الاجتماع، مضيفاً أن الغرفة تعاملت مع الاجتماع بوجهة نظر إنسانية للتضامن مع ما يحدث في سورية. وفيما أوضح سفير روسيا لدى المملكة أوليغ أزوريف ل "الوطن" أن لقاء الوفد في غرفة جدة أول من أمس سار وفق رغبة الطرفين، أشار مدير المركز الإعلامي بغرفة جدة أحمد الغامدي ل"الوطن" إلى عدم تدخل غرفة جدة في إصدار أي تأشيرات للوفد الروسي الزائر، وأنها لا علاقة لها بوصولهم إلى المملكة. وشددت غرفة جدة في بيان أصدرته أمس، أن أياً من قيادات الغرفة لم يلتق بالوفد الروسي المكون من 6 أشخاص يمثلون مقاطعات إسلامية في روسيا الاتحادية، وأن استقبالهم تم من قبل أحد مديري الإدارات، وأن غرفة جدة والتزاما منها بمواقف المملكة الثابتة وحالة الغضب العارمة التي تجتاح الجميع تجاه الموقف الروسي الحالي من الأحداث في سورية، فقد تم إبلاغ الوفد بأن أصحاب الأعمال السعوديين يرفضون أي تعاون مع الجانب الروسي. وقال البيان إن غرفة جدة تكرر تأكيدها على أن الاستقبال كان "محدودا" ولم يأت إلا بعد التأكد من أن الأشخاص الزائرين يمثلون بعض المقاطعات الإسلامية في روسيا الاتحادية. وحول تأخر إلغاء الاجتماع حتى قبل موعده بنحو 12 ساعة، قال العجلان، إن زيارة الوفد للمملكة زيارة مبرمجة، واجتماعهم بغرفة الرياض لا يعدو كونه جزءاً يقدر بساعتين من جدول زيارة الوفد للسعودية، في وقت يزرو فيه الغرفة والكثير من الوفود التجارية، مبيناً أن الغرفة لم تلتزم مع الوفد بتنظيم زيارتهم للمملكة، حيث إن السفارة هي من يقوم بذلك بالتعاون مع مجلس الغرف ووزارة الخارجية ممثلة في أذرعها التجارية. وشدد على أن موقف غرفة الرياض راعى الجوانب الإنسانية قبل التجارية، على الرغم من تأخر قرار إلغاء الاجتماع، مؤكداً في ذات الوقت أن العبرة في الرسالة التي مثلها موقف رجال الأعمال من الوفد الروسي لنقلها إلى الحكومة الروسية. وكان مغردو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قد حثوا الوسط الاقتصادي السعودي على تسجيل موقف يتماشى مع الرؤية السياسية السعودية التي أعلنها في أكثر من مناسبة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل تجاه "انحياز" السياسة الروسية ودعمها لنظام دمشق غير المبرر. كما أفردت وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية العربية لقرار الإلغاء مساحات واسعة، وتناولت كذلك المواقع والمنتديات الإلكترونية وصفحات الفيسبوك قرار الإلغاء باهتمام واسع، واعتبروه موقفاً مشرفاً يعبر عن منهج المملكة. واعتلى موقع غرفة الرياض الإلكتروني خبر إلغاء اللقاء على لسان رئيس مجلس إدارتها عبد الرحمن الجريسي، الذي قال إن إلغاء اللقاء جاء تعبيراً عن موقف وتعاطف رجال الأعمال السعوديين مع الشعب السوري. ولفت إلى أن موافقة الغرفة على طلب مجلس الغرف السعودية باستقبال الوفد الروسي في البداية كانت بهدف إيصال رسالة للشعب الروسي عبر الوفد تتضمن استياء رجال الأعمال السعوديين من الموقف الروسي تجاه الشعب السوري؛ إلا أن الغرفة رأت أن إلغاء اللقاء أبلغ رسالة لا سيما وأن الموقف الرسمي للمملكة قد عبر عنه خادم الحرمين الشريفين والمتمثل بشجب واستنكار ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتنكيل، مؤكداً أن الشعب السعودي وحدة متلاحمة، ورجال الأعمال يقفون خلف توجه وقرارات قيادتهم الحكيمة.