في لقاء مع الفنانة سمية الألفي بعد وفاة طليقها فاروق الفيشاوي -رحمة الله عليه- سألها المذيع عن موقفها من تعدد علاقات الفيشاوي خلال زواجهما، فقالت كلاما لا أظنه غريبا على كثير من النساء اللواتي تزوجن من رجل متعدد العلاقات. على كل حال، ضمن ذلك ذكرت أنها سألته مرة: أنا إيش ناقصني لتتنقل هكذا بين النساء وأنا زوجتك؟! قالت سمية: إنه تحاشى الإجابة وتهرب من سؤالها. في الحقيقة، إن الرجل متعدد العلاقات لا ينقص زوجته شيء، لذا تحاشى الإجابة لأنه يعرف في داخله أنه إذا كان هناك أحد ينقصه شيء فسيكون هو، وليست زوجته. الرجل متعدد العلاقات -غالبا- لديه نقص يحاول إقناع نفسه بعدم وجوده. هذا النقص لا يتعلق بالعمل أو الهوايات، بل يتعلق برجولته، لذا يحاول طوال عمره إقناع نفسه بعدم وجود هذا النقص، وذلك عبر العلاقات المتعددة مع نساء كثر، كل واحدة منهن تعمل جهدها لتعويضه عن هذا الشعور، وبعدما يمتلئ بشهادتها عن رجولته يبدأ بأخرى، وهكذا. دائما طاقة أي امرأة جميلة تجذبه للمنافسة والفوز بها قبل أي رجل آخر، وهو يدخل هذه المنافسة دون وعي منه أو انتباه أن هناك زوجة تنتظره في البيت، لأنه يكون في حالة إثبات أن ما يشعر به من نقص مجرد وهم، وهذه المرأة ستخبره بذلك وأنه رائع ومميز، وهكذا يواصل التنقل والوقوع في الغرام رغم أنه -غالبا- يعود آخر الليل ليقبّل رأس زوجته، وينحني أمامها معتذرا عن انشغاله، فهو على كل حال سيكون أحرص الناس على عدم انكشاف علاقاته، ثم الطلاق، لأن وجود هذه الزوجة يحفظ له وضعه الاجتماعي المعلن، وإحدى تمثيليات كونه سويّا وطبيعيا. المرأة التي تتزوج مدمن العلاقات هي كائن معذّب، ويحتاج إلى قوة هائلة ليصمد ويربي أولاده، لكن غالبا سيكون هناك تأثير سلبي على الأولاد لا يمكن تجنبه، لأنهم وحدهم من سيرى الحزن في عينيها، ووحدهم من يكتشف خيانات والدهم حتى قبلها هي، وعندها سيقعون ضحية أسرة غير طبيعية وعلاقات مريضة تؤثر على نجاحاتهم في هذه الحياة. وأعتقد أنها نتيجة متوقعة لرجل لم يبادر لعلاج نفسه نفسيّا من هذا الشعور بالنقص قبل أن يورّط قبيلة من النساء. [email protected]