تدق الدراسات المتخصصة والإحصاءات الحديثة ناقوس الخطر من تعرض المواطنين في المملكة ودول الخليج بشكل عام لأمراض مميتة بسبب النمط المعيشي السائد. وأشارت دراسة حديثة إلى أن عدد ممارسي النشاط البدني اللازم لتحسين الصحة لا يتجاوز 20% في المتوسط في المملكة ودول الخليج، فيما لا تتعدى نسبتهم في بعض الحالات 4%. وأشار اختصاصي طب الأسرة وخدمة المجتمع الدكتور صالح بن سعد الأنصاري خلال دورة تدريبية بعنوان "صحتك في المشي" بمركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض أول من أمس إلى أن نسبة السمنة الإجمالية في دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى 80%، وأن أكثر من 50% من الخليجيين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 25 كجم/م2 فأكثر، في حين تبلغ 30كجم/ م2 لدى 30% منهم، وتكون نسبة كتلة الجسم أكبر لدى النساء منها عند الرجال. وقارن الأنصاري بين أسلوب حياة الفرد في المملكة وقرينه الغربي، لافتا إلى أن معدل المشي لدى المواطن منخفض بشكل كبير، نتيجة الاستعانة بشكل كلي على السيارات والمصاعد الكهربائية، مقارنة بالفرد في الغرب الذي يمارس المشي خلال تنقله من وإلى محطات النقل العام. وأوضح أن قلب الإنسان الرياضي يمتاز بأن الشرايين فيه تتغذى بشكل أكبر، مما ينعكس إيجابيا على الصحة العامة للإنسان ويقلل من احتمالات الإصابة بالجلطات، حيث تنتهي معظم تلك الإصابات إن حدثت دون أن يحس بها الممارس للرياضة، وبالتالي فهي تشكل خطرا أقل على صحته، وذلك بخلاف الشخص الذي لا يمارس الرياضة حيث تكون قدرة جسده على مقاومة تلك الإصابات أقل بكثير. وفي ذات السياق، حذر الأنصاري من الاعتياد على ممارسة رياضة الجري وذلك لما يترتب عليها من آثار سلبية مع زيادة عمر الإنسان، لافتا إلى أن عملية الجري تتسبب في الضغط على المفاصل بثلاثة أضعاف وزن الإنسان. وشدد على أن النمط المعيشي الحديث جلب أمراضا جديدة مختلفة عن تلك المعروفة في السابق، حتى أصبح هناك مسمى لأمراض النمط المعيشي الحديث الذي يصعب علاجه مقارنة بأمراض العالم القديم التي تم التغلب عليها باللقاحات. وعلى الصعيد العالمي أكد الأنصاري أن نحو 60 إلى 80% من سكان العالم خاملون ولا يمارسون الرياضة المطلوبة لتحسين صحتهم، مبينا أن 300 ألف حالة وفاة تحدث في أميركا سنويا بسبب أمراض الخمول وسوء التغذية، و71% من الوفيات حول العالم تتسبب بها أمراض الشرايين التي تنشأ من ضعف النشاط البدني. وتناولت الدورة فوائد رياضة المشي للصحة النفسية والجسدية، وربطت بين الخمول وضعف النشاط البدني وأمراض الخمول، وتقنيات المشي السليم من أجل الصحة وتعريف النشاط البدني وأنواع اللياقات وأعضاء جسم الإنسان المستفيدة من المشي وخلاصة الخبرات والأسرار في البدء وكيفية الاستمرار والمحافظة على رياضة المشي كعادة يمارسها الإنسان بشكل يومي.