يتوقع كثير من المحللين الكرويين استمرار الارتقاء الفني لمباريات المونديال الجنوب إفريقي بعد صعود ملحوظ في المستوى منذ انطلاقة دور الستة عشر، وكذلك اطلاقة اليوم الأول لدور الثمانية، بما يعد بتعويض بعض الإخفاق والتواضع الذي صبغ المونديال بشكل ملحوظ منذ بدايته. يقول المحلل الرياضي، اللاعب الدولي السابق عبدالرحمن الرومي "من الناحية الفنية لم يرق المونديال إلى مستوى جيد عدا مباراة إنجلترا وألمانيا، فالأدوار التمهيدية كانت سيئة، وواكبتها أخطاء تحكيمية عدة، إضافة إلى ضعف المستوى الفني، وقد خرج البطل المنتخب الإيطالي ووصيفه المنتخب الفرنسي اللذين لم يقدما ما يستحق الذكر، وعلى العكس أحدثت منتخبات آسيوية وأفريقية مفاجآت فتأهلت اليابان وكوريا الجنوبية وغانا عابرة الدور الأول". وعن دور ال16 قال الرومي "قدمت البرازيل نفسها بصورة أفضل أمام تشيلي مع أن مبارياتها أمام كوريا الشمالية لم تكن جيدة بالنسبة لها، وكذلك أمام كل من ساحل العاج والبرتغال". وعن دور الثمانية قال "كأس العالم بدأت فعلياً مع دور الثمانية، المستويات متقاربة، والمنتخبات الكبيرة التقت وستلتقي وجهاً لوجه". وأرجع الرومي ضعف المنتخبات إلى الإرهاق الذي تعرض له اللاعبون المحترفون خلال مشاركاتهم محلياً ودولياً، على عكس لاعبي أمريكا الجنوبية التي لم يتعرض لاعبوها بعد لضغط المنافسات الداخلية والخارجية. ويختتم الرومي "تمنيت لو لم تضم البطولة 32 منتخباً كي يبقى مستواها قوياً وأن تكتفي ب24 منتخباً على الأكثر، يجب ألا يصل الفريق إلا إذا كان فعلاً مؤهلاً للمنافسة.. رأينا كيف خسرت كوريا الشمالية بسبعة أهداف أمام البرتغال". أما المدرب الوطني، المحلل الرياضي حمود السلوة فيؤكد أن الجانب الفني يتداخل مع الجانب اللياقي فيقول "المستوى البدني ارتفع في دورال16 بين الفرق التي تأهلت وسوف يتصاعد في المراحل المقبلة مما يساعد على الوصول إلى النهائي". ويتابع "في البداية لاحظنا أن اللاعبين عمدوا إلى الاقتصاد في الجهد البدني تحسباً للأدوار المتقدمة، فكان عليهم الاحتفاظ بالمخزون البدني واللياقي، ولعبوا بالحد الأدنى من الجهد، واكتفوا بهدف أو أكثر وذلك تحسباً للمرحلة المقبلة". ويضيف السلوة "الأجواء الباردة في جنوب أفريقيا رغم أنها ليست مناسبة للجماهير في الملاعب، إلا أنها ممتازة بالنسبة للاعبين من الناحية البدنية، فبرودة الطقس تساعد على النشاط والحركة فلا يتم استنزاف كمية كبيرة من السوائل مثل ظروف الحر والصيف. لكن الآن وفي مباريات خروج المغلوب لابد أن يبذل اللاعبون مجهوداً عالياً للتقدم إذا كان فريقهم متأخرا بهدف أو الحفاظ على توازن الفريق إذا كان متقدماً". وعن العمل اللياقي قال "هذه المنتخبات الكبيرة (النخبة) لديها أخصائيون في جوانب الإعداد البدني واللياقي، حتى إن مدرب الفريق يرسم استراتيجيته وأسلوب لعبه بما يتناسب مع الجانب اللياقي، ويوجه لاعبيه بالقيام بحد أدنى من الجهد ويضع خطته بما هو متوافر بالطبع من المخزون اللياقي الذي لديهم". وحول المستوى الفني للبطولة بشكل عام قال السلوة "افتقدنا جانب المتعة والتشويق فكنا نرى اللاعبين المحترفين في أنديتهم يقدمون عطاءً أكبر من الذي يقدمونه مع منتخباتهم". ويستطرد "ربما السبب يعود إلى الاحتراف فيخشى اللاعب أن يصاب، وهذا في المراحل التمهيدية التي شارك فيها، لكن في المراحل المتقدمة فسيقدم العطاء بأعلى درحة ممكنة. ولهذا إذا كنا لم نر نجوماً بارزين في البطولة فإنهم غالباً سيظهرون الآن مثل ميسي على سبيل المثال".