أي فخر نعيشه كسعوديين بعد كل حج.. في كل عام نتفوق على أنفسنا في خدمة الحجيج، وفي كل عام نكتب قصة مختلفة. في هذا العام أبطال قصة الحج هم جنودنا البواسل، بعد أن بذلوا أرواحهم في الدفاع عن وطننا، أتوا في الحج وتفانوا في خدمة الحجاج، ففي كل صورة تجد حكاية إنسانية مختلفة. امتدت قصصنا الإنسانية حتى في الخدمات الصحية، أرقام وإحصائيات مبهرة جدا. كل هذا التفوق الصحي يجعلنا نملك أفضل مستشفى في العالم مقره مكة، والمؤسف أن هذا المستشفى العالمي يفتح أبوابه مدة قصيرة جدا ويقدم خدمات كبيرة جدا. بطبيعة الحال السؤال البديهي، لماذا لا تكون كل مستشفياتنا في المملكة عالمية؟ ما دامت وزارة الصحة هي القائمة على الخدمة الصحية في الحج. سنعود قليلا للوراء ونتذكر حديث أحد مسؤولي وزارة الصحة، عندما زار منطقة ما وتباهى بأن أحد المستشفيات الذي تعمل عليه وزارته بأنه تم تجهيزه تجهيزا عالميا، ولكن لا يعلم أن معظم أهالي تلك المنطقة يسافرون أسبوعيا للعلاج في الرياض، أو جدة. ولا يعلم أن هناك مناطق تنتظر مستشفيات تخفف من عناء سفر أبنائها للمدن الكبيرة، وأخيرا لا يعلم أن المجتمعات لا تتطور بمثل هذه المبالغات، ونحن لا ننتظر من وزارة الصحة أن تكون عالمية بالإحصائيات والأرقام، بل نريدها أن تصبح عالمية كما تفعل أثناء شعيرة الحج. هناك كوادر طبية مؤهلة، وإمكانات كبيرة وهائلة وميزانية ضخمة، عوامل النجاح متوافرة، لا ينقصنا سوى أن نقدم خدمة صحية متميزة في كل منطقة. وأكاد أجزم أن بعض مسؤولي الصحة يشكلون عبئا، ومنهم مديرو الشؤون الصحية ومديرو المستشفيات. حقيقة لا أعلم كيف يهنأ بنومه هذا المسؤول، عندما يعلم أن هناك مرضى ينتظرون العلاج أو يتوسلون للمشاهير، وأن المستشفى غير مجهز عالميا.