لا أدري ما هو السبب الذي جعل البلديات تهتم بغرس نخيل الزينة في الشوارع بدل النخيل الحر. إن النخيل الحر يعطي ثمرا ويعطي جريدا وليفا يستفاد منه، والثمرة سواء أكلها الفقراء أو استغلتها البلديات فيها خير وبركة، وليس لنخيل الزينة مثل تلك الفوائد، على أن قوام النخلة الحرة إذا اُعتني بها أجمل من قوام نخل الزينة وظلها أوسع وأشبع، وهي لا ترمي بورقها في الشوارع فتوسخها، بل تحتفظ بسعفها (وورقها) حتى يؤخذ ويستفاد منه، وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بإكرام النخيل لما فيه من فائدة.. ولقد شاهدت في تونس وفي الجزائر شوارع كبرى مغروسة بالنخيل في جزرها وجانبيها فكانت كأجمل ما رأيت من الشوارع. وإنني لأشكر الصديق الأستاذ عبدالله عريف، فقد تفضل بالاستجابة لما نشرته سابقا عن ذلك وغرس أكثر الطريق إلى مكة بالنخيل الحر. وإن بلادنا بلاد نخيل، ويكاد يكون النخيل رمزا لها ووساما، فلماذا نهجر نخيلنا التليد ونغرس نخيل الزينة الدخيل. ولا أدري ما هو رأي المعنيين في غرس النخيل الحر في الشوارع أو بعضها. يعتبر كشركة تربح وتستثمر وتستهدف قبل كل شيء نفع المسلمين العام وقوتهم، وستنجح هذه المؤسسة إذا أرادها الخبراء الأمناء المؤمنون المخلصون. * 1977