في الوقت الذي تعاني فيه سوق السيارات خصوصا الأمريكية من مصاعب الخروج من تداعيات الأزمة المالية، يرى رئيس شركة دايملر الألمانية ديتر تسيتشه أن تطوير محركات بديلة للسيارات الكهربائية يوفر فرصا هائلة لقطاع صناعة السيارات في العالم . لكن تسيتشه يرى أيضا أن التحدي الحقيقي يكمن في ضرورة الاستمرار في تطوير محركات الاحتراق الحديثة رغم أنها لن تستمر في البقاء على المدى البعيد، وفي الوقت ذاته الاستمرار في تطوير المحركات الأخرى رغم أنها غير مجدية اقتصاديا بالشكل الكافي. ومع ذلك يبدو تسيتشه متفائلا بشأن فرص تحسن مبيعات السيارات في العالم خلال الفترة المقبلة وقال إن سوق السيارات في آسيا بشكل خاص مقبل على مرحلة رواج واسع. وقال إنه لم يكن يتوقع تعافي سوق السيارات في العالم بهذه السرعة في أعقاب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية خلال العامين الماضيين. وأظهرت نتائج مبيعات السيارات الأمريكية الشهرية لشركات السيارات في ديترويت تراجعا في يونيو مقارنة بشهر مايو الذي سبقه ، وذكرت شركات كبرى لصناعة السيارات أنه ليس هناك مؤشر على أن يشهد النصف الثاني من العام انتعاشا كانت قد توقعته في مستهل العام. ولم يستبعد تسيتشه أن تحقق شركات السيارات في ألمانيا مبيعات قياسية خلال شهر يونيو الماضي، وذلك بعد هذا الارتفاع الهائل في مبيعات السيارات. وأشار تسيتشه إلى تزايد الإقبال على سيارات الشركة خاصة في آسيا وأن الصين تلعب دورا رئيسيا في هذه المبيعات، لأنها أصبحت أكبر سوق للسيارات في العالم. وعلى الرغم من تراجعها بين يونيو ومايو الماضيين إلا أن النتائج الأمريكية أظهرت ارتفاعاً يزيد عن 10% مقارنة بشهر يونيو 2009 عندما أفلتت كرايسلر من الإفلاس ، ورفعت جنرال موتورز دعوى قضائية لحمايتها من الدائنين. لكن المبيعات الكلية انخفضت مقارنة بمايو، مما أثار الشكوك بشأن ما إذا كانت الصناعة والمستثمرون قد بالغوا في تقديراتهم لقوة الانتعاش المحدود للغاية من مستويات المبيعات خلال الركود في 2009. ووفقا لتقديرات شركة أوتو داتا التي تتابع صناعة السيارات انخفضت مبيعات السيارات في الولاياتالمتحدة إلى 11.08 مليون سيارة في يونيو من 11.6 مليون في مايو وأقل من متوسط مبيعات النصف الأول الذي بلغ 11.15 مليونا. وأعلنت كرايسلر التي تسيطر عليها حاليا شركة فيات عن زيادة 35 % في المبيعات. كما ارتفعت مبيعات فورد موتور 13 %بينما أعلنت جنرال موتورز عن زيادة بمقدار 11 % ، هي نفس الزيادة التي أعلنتها نيسان. وشهدت مبيعات شركات السيارات اليابانية الكبرى ارتفاعا فأعلنت تويوتا موتور عن نمو في المبيعات قدره سبعة في المئة فيما قالت هوندا إن مبيعاتها زادت بنسبة 6%. أما هيونداي موتور فقد خالفت الاتجاه مرة أخرى في الأسواق الأمريكية إذ شهدت مبيعاتها ارتفاعا يبلغ 35%. وكانت الشركة الكورية الجنوبية أعلنت عن زيادة حجمها 25 % في المبيعات في النصف الأول من 2010 لكنها حذرت من أن الطلب على السيارات عموما دون التوقعات في ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم.