قضت محكمة جنايات القاهرة السبت بالسجن المؤبد على حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي لمسؤوليتهما عن قتل المتظاهرين إبان الانتفاضة التي أطاحت الرئيس المصري السابق في فبراير 2011 وبرأت نجليه جمال وعلاء وستة من قيادات وزارة الداخلية السابقين. ونقل مبارك فور إعلان النطق بالحكم، بناء على أمر من النائب العام المصري عبد المجيد محمود، إلى سجن مزرعة طرة بالقاهرة حيث دخل المستشفى الموجود داخل هذا السجن. وقال التلفزيون الرسمي المصري إن الرئيس السابق حسني مبارك "أصيب بأزمة صحية حادة لدى وصوله إلى السجن ويتم معالجته الآن بالطائرة" المروحية التي نقلته الى هناك. وبحسب معلومات نقلتها وسائل الإعلام المحلية عن مصدر أمني ولم يتسن التحقق منها من مصدر مستقل، فإن مبارك بكى عند وصول الطائرة إلى السجن ورفض النزول منها إلا أنه تم إقناعه بعد ذلك وامتثل للأمر. ولم تبد على مبارك الذي حضر جلسة النطق بالحكم على سرير طبي نقال وكان يرتدي نظارة شمسية سوداء أي رد فعل بعد إعلان معاقبته بالسجن المؤبد في حين ظهر جمال مبارك والدموع في عينيه. وشهدت القاهرة ومدينتا الإسكندرية والسويس بعد صدور الحكم تظاهرات شارك فيها مئات الأشخاص كانوا يرددون هتافات احتجاجا على البراءة التي حصل عليها خصوصا كبار مسؤولي وزارة الداخلية وخصوصا رئيس جهاز مباحث أمن الدولة حسن عبد الرحمن. ويأتي الحكم في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية بسبب الانتخابات الرئاسية التي قد تأتي بآخر رئيس وزراء لمبارك، أحمد شفيق إلى سدة الحكم إذ يخوض جولة الإعادة في مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 16 و17 يونيو المقبل. وأعرب المتحدث الرسمي باسم مرشح جماعة الإخوان في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب على الإنترنت عن "دهشته من الحكم بالسجن المؤبد" على مبارك والعادلي و"براءة" قيادات وزارة الداخلية "التي نفذت عمليات القتل".