تقضي المعلمات معظم أيام الاختبارات في دوام يومي يمتد من ساعات الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، حيث ينتقلن من متابعة ورقابة الاختبارات، إلى مرحلة تصحيح الأوراق وفرز الدرجات، مما يتسبب في إرهاقهن بشكل كبير؛ الأمر الذي دفعن للمطالبة بالتصحيح الإلكتروني لاختصار الوقت. وتشكّى عدد من المعلمات من الوضع الذي بات يهدد استقرارهن الأسري، وتذمر الأزواج من بقاء زوجاتهم لساعات متأخرة، بسبب مهام التصحيح والرصد اليومي في نظام "نو" وبالوقت المحدد، لكي لا تقع المدارس ضمن المدارس المتأخرة في رصد درجات طالباتها. وتقول معلمة الفيزياء بالثانوية الواحدة والعشرين بتبوك جميلة الشهري "مازال التصحيح التقليدي يؤرقنا كمعلمات ويتعب صحتنا من خلال التدقيق بجميع حواسنا سيما بأعيننا التي قد تتضرر جراء طول النظر والتدقيق بالورقة إضافة إلى آلام الظهر نتيجة الجلوس الطويل على الكرسي منذ الصباح لساعات متأخرة تصل إلي ما بعد غروب الشمس، فبالإضافة إلى تصحيح أوراق الطالبات تكلف المعلمة بأعمال المراقبة على لجان الامتحانات ومن ثم المناوبة والتصحيح الذي يستنزف من طاقاتنا الاستيعابية فلا نبدأ بالتصحيح إلا ونحن مجهداتٌ". وطالبت معلمة اللغة العربية للمرحلة الثانوية خضراء الزهراني في تبوك بتعميم التصحيح الإلكتروني لتنتهي معاناة المعلمات اللاتي يتكبدنها جراء التصحيح التقليدي الذي يأخذ معظم الوقت، ناهيكم عن قلة المعلمات بالمدرسة وكثرة عدد الطالبات وتفرع علوم اللغة لأكثر من فرع؛ مشيرة إلى أن إدارة التعليم لا تراعي ظروف المعلمة الصحية والنفسية، بالإضافة إلى عدم تفهم بعض أولياء الأمور من تأخر زوجاتهم وبناتهم لأوقات قد تصل للساعة الثامنة مساءً. واستهجنت الزهراني بشدة التعميم الجديد من قبل إدارة تعليم تبوك والذي يمنع ندب معلمات للمساعدة في تصحيح أوراق الإجابات ومراجعتها وتدقيقها والذي يستنزف الوقت الأطول والجهد المضاعف. وفي ذات السياق تقول فاطمة المدخلي دائما ما أقع في جدال مستمر مع زوجي بسبب تأخري عن العودة إلى المنزل مبكراَ أثناء فترة الاختبارات، بينما نطالب في مدارسنا بعدم المغادرة منها إلا بعد الانتهاء من التصحيح وتضيف "لماذا لا تراعى حالة المعلمة وظروفها مقارنة بالمعلمين الذين عادة ما ينهون مهامهم بأسرع وقت وباستطاعتهم الخروج متى ما شاءوا". وفي تصريح سابق ذكر الناطق الإعلامي لتعليم تبوك سعد الحارثي أن هنالك برنامجا يوشك أن يدشن قريبا للتصحيح الإلكتروني، مؤكدا أن إدارته لا تألو جهدا في دعم المعلمات اللواتي يعملن في لجان الاختبارات وقد يكون هنالك بعض الضغط في هذه الفترة ولكن في الطريق لتدارك وتخفيف هذه الضغوطات ثم أضاف في تصريحه شكره للمعلمات اللواتي يعملن بصمت وبجدية.