بينما انطلق موسم السودة لهذا العام وسط تنظيم واستعدادات متكاملة من إدارة الموسم، شهدت منطقة الفعاليات إقبالا للزوار والسياح في اليوم الأول للافتتاح رغم هطول الأمطار الغزيرة مع زخات البرد، وكانت الأعداد في تزايد مستمر. حيث ذكر مدير مشروع موسم السودة، المهندس حسام المدني أنهم قاموا في بداية الأمر بتحديد العدد الاستيعابي وقصره على 5 آلاف بالغ و5 آلاف صغير، والطاقة الاستيعابية الرسمية لكامل المنطقة تبلغ حوالي 9800 فرد. مضيفا أن هناك العديد من القوانين الجديدة في السودة، على عكس السابق، فيمنع الافتراش والشوي داخل المنطقة. مختتما حديثه بشكر وجهه لعشرات الشباب الذين ساهموا في الملتقى الذي يجمع زوار موسم السودة لحظة تساقط البرد والمطر. مناطق الفعاليات شهدت مناطق تنظيم الفعاليات استعدادا وترتيبا يتوافق مع حجم موسم السودة، حيث كانت هناك باصات تقوم بنقل الزوار إلى مواقع الفعاليات من نقاط التوقف، ويتم ذلك بكل يسر وسهولة، إضافة إلى وجود عدد كبير من عربات الجولف التي تقوم بنقل الأسر والشخصيات من موقع إلى آخر عبر ممرات محددة للنقل والحركة. مطر وضباب بعد بضع ساعات من إعلان افتتاح الموسم شهدت مواقع الفعاليات أمطارا غزيرة وركاما كبيرا من الضباب لتغطي منطقة الفعاليات وتزيد من روعة وجمال المناسبة. وقام الزوار بالتجول في مواقع متعددة داخل منطقة الفعاليات التي شهدت اكتمال الإعداد والتجهيز لكافة المواقع والجلسات والألعاب والمطاعم والممرات المزينة بحجر طبيعي للربط بين كل موقع وآخر بشكل جمالي يحاكي طبيعة المكان. السودة تتغير أجمع عدد من الزوار والسياح الحضور أن السودة تغيرت بشكل كبير وملفت للأنظار وشهدت نقلة نوعية ومميزة تتواكب مع المرحلة الحالية، مؤكدين أن السودة المعروفة بجمال طبيعتها والأجواء المتميزة، كان ينقصها مثل هذا التنظيم وهذه التجهيزات التي أحدثت تحقيقا لرغبات الكثير من مختلف الشرائح من أطفال ونساء ورجال، حيث حققت الرغبات المختلفة في وجود ألعاب للأطفال، ومناطق للمغامرات، وجلسات على درجة عالية من الجودة ومطاعم عالمية ضخمة للمرة الأولى في السودة والمنطقة، وقال أحد الزوار: «أنا من عشاق السودة، وكنت العام الماضي هنا، ولكن ما نشاهده اليوم هو بداية لمرحلة جديدة للوصول بقمة السودة إلى قمة العالمي وكل شيء اليوم في السودة يسجل رقما قياسيا صعبا ضمن صناعة السياحة الحديثة». الحفاظ على الممتلكات من جانب آخر قال أحد الزوار، إن ما نشاهده اليوم في السودة هو مسؤولية الجميع للحفاظ عليه من أي عبث أو محاولات للتشويه لهذه الجماليات، مطالبا بنشر ثقافة الوعي المجتمعي حيال هذه المقدرات الضخمة التي هي ملك الجميع. البرامج التطويرية شارك 355 شابا وفتاة في استقبال وخدمة زوار «موسم السودة» بمنطقة عسير بعد أن أنهوا الأسبوع الماضي التدريب على سبعة برامج تطويرية وتأهيلية متنوعة، قدمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل». وقال مدير عام مركز «تكامل» في الهيئة ناصر النشمي، إن هذه البرامج أتت ضمن سلسلة من برامج أخرى تم إعدادها استعدادا لإطلاق فعاليات موسم السودة خلال شهر أغسطس. الجانب المشرق أشار النشمي إلى أن الجانب المشرق الآخر في مثل هذه البرامج هو أن تقديمها وتنفيذ كامل مراحلها من إعداد للحقيبة التدريبية إلى تنفيذ البرنامج، تم على أيدي مدربين ومدربات سعوديين أكفاء، حيث تعاقب على تقديم البرامج السابقة أربعة مدربين ومدربة واحدة. وكانت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أعلنت سابقا اعتماد «موسم السودة» في عسير وإدراجه ضمن مبادرة «مواسم السعودية 2019» التي أطلقت فبراير الماضي، وتضم 11 موسما سياحيا تغطي معظم مناطق السعودية. وتمتاز منطقة السودة في عسير بمقومات طبيعية خلابة تتراوح بين جمال الغابات في السودة، والمرتفعات ذات الإطلالات الشاهقة، والمقومات المناخية المتميزة للمنطقة، ومقوماتها السياحية والرياضية والترفيهية، خاصة وأن جبل السودة يعد أعلى نقطة في المملكة. مسارات الزوار أضاف النشمي أن البرامج غطت تقريبا جميع مسارات خدمة الزائر لسودة عسير، حيث قدم «تكامل» برنامج «مفهوم وأهمية تحسين الجودة في الخدمات السياحية» للمرخصين من قبل الهيئة والعاملين في القطاع، وبرنامج «تنمية مهارات التعامل مع الزائر»، وبرنامج «تطوير مهارات بائعات المنتجات السياحية، إضافة إلى برنامج «دور المنظم والمرشد في إثراء التجربة السياحية»، وبرنامج «إدارة الحشود» للجهات الأمنية المشرفة على الموسم ومنظمي الموسم، وكذلك برنامج «التطوع وأثره على التنمية» لمجموعة من شباب منطقة عسير وفتياتها، وأخيرا برنامج «تطوير مهارات موظفي المكاتب الأمامية في قطاع الإيواء السياحي». مشاركة المرأة شهد موسم السودة مشاركة عدد من الفتيات في مواقع متعددة ومختلفة من الفعاليات. ومن جانبه قالت سمر آل فاضل أنه تم توزيعنا على كافة فعاليات الموسم ويتمثل دورنا في عدة أمور لخدمة الزوار والسياح وتقديم كافة التسهيلات والخدمات في موقع الفعاليات ومن ضمن أدوارنا التي نقوم بها، هي البحث عن الأطفال التائهين إن حدث ذلك ومساعدة الأسر في الرد على أي استفسار والمساعدة لمن يحتاج من ذوي الإعاقة أو كبار السن أو غيرهم. كما أن لهن دور في تقديم الإسعافات الأولية وقالت هي التجربة الأولى لنا وكانت التجربة من بدايتها جيدة وناجحة حيث أن كل شيء منظم والمسؤولية موزعة بالشكل المتوازي ولم تواجهنا أي صعوبات، مضيفة بقولها:" أخذنا دورات تدريبية في إدارة الحشود ودورة في التطوع قبل بدء العمل، و إن الإقبال في اليوم الأول كبير جدا رغم هطول الأمطار الغزيرة وهذا مؤشر على نجاح موسم السودة من اليوم الأول متوقعين أن تكون الأيام القادمة أكثر عددا للزوار والسياح". وأشارت سمر إلى أن هناك 14 فتاة يعملون في مواقع ومناطق مختلفة بالفعاليات.