كلمة من إسحاق بن راهويه أخرجت لنا البخاري. كلمة من مصعب بن الزبير أخرجت لنا الشافعي. كلمة من البرزالي أخرجت لنا الإمام الذهبي. وكلمة منك ستخرج من؟! أؤمن بشدة أن الكلمات التي تُقال لنا من الآخرين تؤثر بشخصياتنا، إما أن تضيف إلينا شيئاً جديداً أو تسلب ما بداخلنا. فحينما كنتُ أدرس في آخر عام دراسي لي، كثر الضجيج في صفنا، فنظرتُ إلى معلمتي وقلتُ لها «توقعي إيش يكون مستقبلي؟»، صمتت قليلاً ثم قالت: كاتبة!. فأحببت الكتابة أكثر، وها أنا أكتب الآن!. إني لأتساءل الآن ماذا تصنع بكلماتك؟، هل تضيف للآخرين وتمدّهم بالأمل؟، وتخبرهم أن هناك مستقبلاً مشرقاً ينتظرهم وسيصلون إليه يوماً ما، أم أنك تتفوه بكلمات تسلب من قدرات الآخرين ومواهبهم وتستنقص منهم وتسخر من محاولاتهم وتصعب عليهم الطريق أكثر مما هو صعب؟، وكأن طريق النجاح سهل!. إذا لم تُسهم كلماتك بجعلِ العالم مكانا أجمل، فاصمت.