قال مصدر في ذمار، إن قيادات حوثية عسكرية عقدت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية في منازل بعض قياداتها بمحافظة ذمار، كاشفا ل«الوطن» أن توجيهات عليا صدرت لتلك القيادات بنقل معسكراتهم إلى داخل الأحياء المدنية، وعقد اللقاءات والاجتماعات في منازل داخل الأحياء التي يقطنها المدنيون، لأنها تعلم أن قوات التحالف تستبعد وتتجنب أي ضربات داخل الأحياء والمواقع المدنية أو القريبة من المدنيين، وأضاف المصدر أن القيادات الحوثية العسكرية تحاول إعادة العشرات من منسوبي الجيش والأمن السابقين، إلا أنهم فشلوا في ذلك رغم تقديم كثير من الإغراءات لهم، وذلك للمشاركة في القتال بسبب قلة عدد المقاتلين. العزوف عن القتال أكد المصدر أن القيادات الحوثية ناقشت خلال تلك الاجتماعات عددا من النقاط، أبرزها أسباب عزوف المجتمع عن القتال تحت رايتها، وكيفية توحيد الصفوف، وقال، إن هناك محاولات حوثية خلال الأشهر الماضية لاستعادة المنسوبين السابقين الذين طاردهم الحوثي وخوّنهم، سواء ممن كانوا ملتحقين بالجيش أو الأمن، إلا أن محاولات قيادات الحوثي بإعادة هؤلاء باءت بالفشل، رغم تقديم كل الإغراءات. وأضاف، «هذا يؤكد وجود رغبة جماعية لرفض الحوثيين»، مشيرا إلى أن قائمة الإغراءات شملت مرتبات ومنحا ومكافآت إضافية، وأراضي سكنية وزراعية، وأولويات في العلاج، وقبول أبنائهم في البعثات والتعليم، وتوفير خدمات صحية خاصة، إضافة إلى تنفيذ ما يحتاجونه من مطالب أخرى. وعود كاذبة بين المصدر في حديثه إلى «الوطن»، أن عددا من الضباط والقادة والأفراد الذين يحاول الحوثيون إعادتهم إلى مواقع القتال متقاعدون منذ سنوات، والغالبية منهم تابعون للجيش وقوات الأمن، وتم تسريحهم وطردهم وإهانتهم منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، نظرا لعدم الثقة فيهم، واتهامهم بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واستُبدلوا بموظفين جدد يدينون بالولاء للحوثي، ويقول هؤلاء، إنهم لن يحاربوا مع الحوثي تحت أي لواء، خصوصا بعض قيادات الجيش اليمني السابق الذين أكدوا أن الحوثيين عرف عنهم الوعود الكاذبة، واستغلالهم الظروف والأوضاع، وتقديم إغراءات كاذبة ومواعيد زائفة، فضلا عن استخدامهم الوسائل الإرهابية في حال اختلف معهم أحد. ترهيب المخالفين أشار المصدر إلى أن القيادات الحوثية بعد عدة لقاءات واجتماعات وجولات وزيارات داخل المحافظة، مارسوا أسلوبهم القذر في التهديد والوعيد لكل من رفض المشاركة أو الدعم لهم، قائلا، إن عددا من القيادات اليمنية السابقة أعلنوا تحدّيهم علنا للحوثيين، وإنهم لن يكونوا أداة في أيدي عصابات تسببت فيما يحدث لليمن من مصائب ومجاعة وقتل وتفجيرات، وأضاف، إن الوعي بجرائم الحوثي داخل وخارج اليمن باتت معروفة لدى كثيرين من الشعب اليمني، وأن أهدافهم وتوجهاتهم باتت واضحة، وفي مقدمتها إرسال أبنائهم إلى القتال في حروب لا مصلحة لهم منها، وأن المستفيد من كل ذلك هي إيران التي تزود الحوثي بالأسلحة والمتفجرات والألغام والصواريخ، ويتركونهم ضحايا وجثثا يقتلون في كل الجبهات. نقص مقاتلي الحوثي أكد المصدر أن الحوثيين يعانون، خلال الفترات الأخيرة، من نقص حاد وكبير في صفوف المقاتلين، ولم تتبق لديهم الأعداد الكافية للقتال في بعض الجبهات، خصوصا أن مخاوفهم من سقوط الحديدة جعلتهم يستعينون بعناصر من الجبهات الأخرى في صعدة ونهم وصرواح وغيرها، ولديهم مخاوف من انقلاب شعبي ضدهم نظير ممارساتهم وانتهاكاتهم التي طالت كل شرائح المجتمع اليمني. أبرز إغراءات الحوثيين لأفراد الجيش والأمن السابقين صرف مرتبات متأخرة ومكافآت خاصة منح سكنية وزراعية الأولوية في العلاج والخدمات الصحية قبول أبنائهم في البعثات والتعليم