اعتبرت وزارة الثقافة والإعلام أن قرار مجلس الوزراء أول من أمس بالموافقة على تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة هو قرار دخل مجال التنفيذ، كاشفة عن عدد من التنظيمات الداخلية الخاصة بها، منها الإعلان عن الانتهاء من أستوديوهات حديثة في 13 منطقة، إضافة إلى أن القنوات الرياضية ستظل كما هي، وأن لديها فكرة عاجلة بالاستفادة منها، بحيث سيكون بثها على مدار 24 ساعة. كما ستشرع الوزارة في إعادة هيكلة للعاملين في القطاع التلفزيوني والإذاعي، وذلك استعدادا لدخول مرحلة الخصخصة التي ستقوم عليها هيئة الإذاعة والتلفزيون.. جاء ذلك على لسان وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون سليمان العيدي الذي ذكر في تصريحات إلى "الوطن" أمس أنهم ينظرون إلى القرار على أنه نقطة تحول في مسيرة الإعلام السعودي المقروء والمسموع والمرئي، ويعتبر نقلة نوعية في منظومة التطوير والتحديث التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإعلام السعودي. وأضاف "أن القرار يكمل الإعلام السعودي بإعطائه مرونة أكبر للعمل الإعلامي ودخوله مرحلة الاحتراف في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. ونحن حريصون على سرعة تنفيذ هذا القرار حتى يكون العاملون في هذين الجهازين على عتبة التنفيذ الفعلي للقرار الذي أسعد الجميع، ولديهم من الخبرات والمهارات والقدرات التي تمكنهم من سرعة مواكبة التطوير والدخول إلى عالم الخصخصة". ومن المتوقع أن تنطلق هيئة الإذاعة والتلفزيون بشكل رسمي بداية محرم 1434ه، إذ تضمن القرار أن تعد هيئة الخبراء بمجلس الوزراء مشروع تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية، وفقا لما تضمنته الترتيبات الواردة في القرار خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخه. وقال العيدي: إنه سيتم تشكيل مجلس إدارة خاص بهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومن ثم تبدأ دراسة تنفيذ القرار بالتعاون مع هيئة الخبراء، ثم يبدأ عمل الهيئة وفق الخطط التي سيضعها مجلس الإدارة. وفيما يتعلق بالصرف على هيئة الإذاعة والتلفزيون قال العيدي "لا شك أن نظام الهيئة الذي سيرفعه الإخوة في هيئة الخبراء سيتضمن آلية الصرف على هذه الهيئة وسيتضمن الميزانيات المخصصة لها، وستكون واضحة المعالم فيما يتعلق بنوعية الوظائف وكيفية الإنتاج البرامجي وتسويقه والدخول في شراكة مع المنتجين وتغطية تكاليف ذلك من خلال رصد ميزانية لهذه الهيئة أسوة بغيرها من الهيئات". وأكد أن فريقا من الإذاعة والتلفزيون سيشترك في إعطاء المعلومات للجنة المختصة في هيئة الخبراء وتقديم أي معلومات تتعلق بإمكانات وزارة الثقافة والإعلام الحالية فيما يتعلق بالأستوديوهات ومراكز الإنتاج الحديثة والكفاءات والعناصر التشغيلية التي ستدير عملية الإنتاج. وعن مدى استفادة الهيئة من خبرات التلفزيونات الخاصة في مجال الإنتاج والبث قال العيدي "نحن وضعنا في خططنا تجارب الهيئات المماثلة في الخليج والدول العربية التي انتهجت نفس المسار، وبلا شك أننا سنحاول أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون". ونفى العيدي أن تكون هناك أي محسوبيات فيما يخص مجال التوظيف أو التعيين أو التعاقد، قائلا "إن العمل بلا شك سيكون للأفضل في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وستكون هناك مراجعة لكافة العاملين في الهيئة في جميع مناطق المملكة، وأيضا أصحاب التخصص.. وكل سيأخذ نصيبه". وكشف العيدي عن الانتهاء من تركيب وإعداد أستوديوهات جديدة انتهت مشاريعها في 13 منطقة وذلك بالتزامن مع صدور القرار، مبينا أن القرار تمت مراجعته على مدى السنوات السبع الماضية في مجلس الشورى حتى أتت عليه الموافقة من قبل مجلس الوزراء. وتحدث العيدي عن بعض القنوات المتخصصة في التلفزيون السعودي مثل القنوات الرياضية، كاشفا أنها ستظل كما هي، وأنهم في الوزارة لديهم فكرة عاجلة سيستفيدون منها بحيث تبث القنوات الرياضية كلها على مدار 24 ساعة، ولن يرتبط بثها فقط بالمباريات، على أن يكون هناك إنتاج محلي خاص بهذه القنوات، إضافة إلى الاستفادة من البرامج التي ينتجها التلفزيون في الشأن الرياضي. وعن القناة الثقافية، اعترف العيدي أنها تتعرض إلى الكثير من النقد، قائلا "إن القناة على وشك الانتقال إلى مبنى جديد وأنها ستأخذ دورها في التطوير والتحديث أسوة بالقنوات الأخرى وستشرع لجان الهيئة في المستقبل إلى مراجعتها على مستوى الإنتاج والمضمون". وعن ميزانيات الهيئة واعتمادها على ذاتها فيما يتعلق بالتمويل، قال العيدي "إن الهيئة ستتولى المتابعة الخاصة بدعم الإنتاج وستكون هناك خطط لتنمية السوق الإعلاني الخاص بالتلفزيون والإذاعة". وأكد العيدي في نهاية حديثه أن الهيئة ستراجع هيكلة كافة القنوات التابعة للتلفزيون السعودي بما فيها القناة الإخبارية.